السوق فاشترى بطيخا وانطلقا إلى منزله فكسر واحدة فوجدها مرة فأمر بلالا برد البطيخ إلى صاحبه ثم قال ألا أحدثكم حديثا حدثنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا أبا الحسن إن الله تعالى أخذ حبك على البشر والشجر فما أجاب على حبك عذب وطاب ومن لم يجب إلى حبك خبث ومر وأظن أن هذا البطيخ ممن لا يحبني ... مسألة: لو اشترى بطيخا فوجده مدوداً أو حامضا رده ولا أرش فإن وجده تالفا لا قيمة لفاسده فأكله بجميع الثمن ولو باعه بشرط براءته من كل عيب فوجد به عيبا باطنا صح وله رده هذا في البطيخ وغيرها مما لا روح فيه أما الحيوان إذا باعه وشرط براءته من كل عيب لم يبرأ من عيب ظاهر كرفس الدابة يصح البيع وله الخيار في الرد ويبرأ البائع من عيب باطن بالحيوان كوجع ونحوه مما لا يرى كالبرص بين الأليتين فإن علم البائع الباطن لم يبرأ لأنه يجب عليه أن يبينه فالبيع صحيح والخيار في الرد ثابت للمشتري والخيار على ثلاثة أقسام: خيار المجلس وهو خيار التروي يكون في البيع والسلم والصرف وهو بيع الذهب بذهب أو فضة أو بيع فضة بفضة ولا يكون في النكاح وخيار الشرط يكون في البيع والنكاح كشرط البكارة في تزويج الجارية أو بيعها وخيار النقيصة بأن ظهر به عيب يكون في البيع والنكاح فائدة: في كتاب شرعة الإسلام أكل البطيخ يقتل الديدان ويحد البصر ويطيب النكهة ويسكن الصداع ويسبح في البطن وهو طعام وشراب وريحان وأشنان فمن أراد شراءه فليقل عند تقليبها إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون وإن أراد قطعها فليقل فذبحوها وما كادوا يفعلون فإن الله تعالى يطيبها ورأيت في نزهة النفوس والأفكار في خواص الحيوان والنبات والأشجار أن البطيخ الأصفر يصفي اللون وأن الأخضر أفضل منه وأكله قبل الطعام يغسل البطن غسلا ويذهب بالداء أصلا وينفع من الأمراض الحارة والإكثار منه يضر بالمشايخ وأصحاب الأمزجة الباردة إلا إذا كان بعده سكرا أو عسلا ... حكاية: كان رجل يطبخ ويطعم أهله فخرج في يوم بارد فوجد شجرة بطيخ وعليها ثلاث بطيخات فأخذ واحدة وجاء إلى أهله فقالوا لا حاجة لنا بها فخرج إلى السوق ليبيعها فوجد رسول الخليفة يطلب بطيخة وقد أصابه علة فاشتراها ثم في اليوم الثاني كذلك ثم في اليوم الثالث كذلك فحصل الشفاء للخليفة فطلبه وقال أدخل خزائني وخذ ما شئت فوجد قارورة فيها ماء ورد فأخذها فقيل له هذا يساوي قليلا خذ غيرها قال إني أريد أن أسقي شجرة البطيخ حيث عرفتني بالخليفة فأحسن عطاءه وأكرمه ... لطيفة: قال النسفي إن شجرة البطيخ شكت ثقل حملها إلى ربها فقال من أعانك على ذلك قالت الأرض قال ألق حملك عليها والإشارة فيه أن العبد أوقعه في المعصية طمعه في رحمة الله تعالى فيقال وألقى المعصية على من أوقعك فيها قال في ربيع الأبرار دخل داود عليه السلام غارا فوجد رجلا ميتا وعند رأسه لوح مكتوب في أنا فلان ابن فلان ملكت الدنيا ألف عام وبنيت ألف مدينة وتزوجت ألف إمرأة وهزمت ألف جيش ثم صار من أمري أني بعثت قفيزا من الدراهم في طلب رغيف واحد فلم يوجد ثم بعثت قفيزا من الذهب فلم يوجد فسحقت الجواهر واستففتها فمت مكاني فمن أصبح له رغيف وهو يحسب أن أحدا على الأرض أغنى منه أماته الله موتي وقوله قفيزا