للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كرهت الكذب فلما وضعته في التابوت انطلق النجار ليخبر الذباحين فأمسك الله لسانه فأشار بيده فلم يفهموا فلما رجع انطلق لسانه فرجع إليهم فانعقد لسانه وأخذ الله ببصره فقال في نفسه إن رد الله علي بصري وأطلق لساني أكن مع هذا الغلام ولا أدل عليه أحد فرد الله عليه بصره وأطلق لسانه فخر ساجدا وقال يا رب دلني على هذا العبد الصالح فدله الله عليه فآمن به قال الماوردي وهو مؤمن من آل عمران وقال القرطبي هو أيضا الذي قال لموسى يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك أي يتشاورون على قتلك وإسمه حزقيل وهو ابن عم فرعون وقيل إسمه شمعان قال الدارقطني ولا يعرف شمعان بالشين المعجمة إلا مؤمن آل فرعون ... فائدة: إشارة النطق لغو إلا فيما لو أشار مسلم إلى كافر انحاز من صف الكفار إلى صف المسلمين وأشار الكافر بالقول إشارة مفهومة قال كل منهما أردت الأمان كان أمانا تغليبا لحقن الدماء وأشار الشيخ في رواية الحديث كنطقه ولو قال طالق وأشار بإصبعه وقع من الطلاق وبعدد ما أشار به من إصبعين أو الثلاث إن نوى ذلك إشارة الأخرس كنطقه إلا إذا شهد بالإشارة فلا تقبل أو حلف بالإشارة فلا تنعقد أو حلف لا يكلم زيدا ثم حصل الخرس فكلمه بالإشارة لا يحنث أو خاطب بالإشارة في الصلاة لا تبطل على الأصح والإشارة مقدمة على العبارة في مسائل منها لو قال صلي خلف زيد هذا فبان غيره صحت صلاته وكذا لو قال أصلى خلف هذا الإمام وأعتقد زيدا فبان ولو صل خلف رجل وعنده أنه زيد فبان غيره رجح النووي الصحة أيضاً ولو صلى على جنائز ظن أنهم عشرة فلما سلم ظهر أنهم أحد عشر أعاد على الجميع قال الزركشي ويحتمل أنه يصلي على من لم يصل عليه أولا ولو قال لحائض أنت طالق في هذا الوقت للسنة وقع الطلاق تغليبا للإشارة والله أعلم قال ابن عباس رضي الله عنهما كان لفرعون بنت برصاء فجمع الأطباء فقالوا لا تبرأ إلا من البحر في يوم كذا فلما كان ذلك اليوم جلس فرعون على النيل ومعه آسية وبنتا تلاعب الجواري وتنضح عليهن الماء وإذا بالتابوت تضربه الأمواج فوضعوه بين يدي فرعون فأرادوا فتحه فعجزوا فرأت آسية النور فيه فإذا هو موسى يمص من أحد إصبعيه فألقى الله محبته في قلب آسية فأخذت بنت فرعون من ريقه وتمسحت به فذهب برصها فقال بعض أتباعه لعل هذا هو المولود الذي يخاف منه فأمر

بقتله فقالت آسية هذا أكبر من سنة وأنت أمرت بذبح الأطفال هذه السنة فدعه يكون عندي قرة عين لي ولك فقال فرعون قرة عين لك وأما أنا فلا حاجة لي به وعن نبينا عليه الصلاة والسلام لو قال قرة عين لي كما هو لك لهداه الله كما هداها فلما علمت أمه أن فرعون أخذه طاش عقلها وأصبح نؤادها فارغا من غير ولدها قالت لأخته مريم وقيل كلثوم قصيه أي اتبعي خبره فلما رأته وصل إلى فرعون ولم يرضع بن مرأة غير أمه كما قال تعالى وحرمنا عليه المراضع أي منعناه من الإرتضاع فهو تحريم منع لا تحريم شرع من قبل مجيء أمه فجاءت بها والصبي على يد فرعون يبكي ويطلب الإرتفاع فلما رآها التقم ثديها قال فرعون إنه لم يرضع إلا منك فقالت لبن طيب فدفعه إليها وأعطاها كل يوم دينارا فلم يبق أحد من آل فرعون إلا أهدى لها الجواهر وإنما جاز لها أخذ الأجرة على برضاع ولدها لأنه مال حربي فكانت تأخذه على وجه الإباحية قال الزركشي فلما فطمته ردته إلى فرعون فلما بلغ أشده وهو أربعون سنة وأتاه الله العلم في دينه ودين آبائه علم أن فرعون وقومه على الباطل فتكلم بالحق فدعاهم إلى الله تعالى وطلب فرعون منه علامة النبوة فأوحى الله إليه يا موسى ألق عصاك فإذا هي حية تسعى لها صوت تجاوبه الجبال وكانت قبل ذلك كالفرس يركبها وإذا نام تدور حوله وتطرد الذباب عن غنمه وإذا اشتد الحر ارتفعت فيكون في ظلها في الظلام تنور عليه وإذا عطش خرج منها عين ماء فيشرب منها وإذا استقى من ماء بئر تصير شفتاها دلوا وإذا استوحش تؤنسه بالخطاب فأقبل موسى على فرعون وقال إن الله تعالى أرسلني إليك وهو يقول يا عبدي خلقتك ورزقتك وأحسنت إليك وأنعمت عليك ولك أربعمائة عام تبارزني بالعداوة فهل لك المصالحة بكلمة واحدة لا إله إلا الله أغفر لك ما قد سلف وأعطيك غرائب التحف وأزيدك أربعمائة أخرى وكان فرعون في قبة طولها ثمانون ذراعا وله كرسي في أعلاها فقال يا موسى أمهلنا إلى يوم الزينة قيل هو يوم السبت وقيل هو يوم عيدهم فأمهلهم فجمع سبعين ألف ساحر فاختار منهم سبعة آلاف فاجتمع الناس في ذلك اليوم وفرعون على سريره في القبة على رأسه تاج بصفائح الذهب وفيه جوهرة عظيمة إذا طلعت الشمس لا يستطيع أحد أن يملأ عينيه من النظر إلى وجهه فألقوا سبعين حبلا من الحبال والعمي المملوءة من الزئبق قال وهب كانت الحبال فرسخا في فرسخ فلما اشتد الحر تحرك ذلك كله فأقبل موسى عليه السلام وعليه جبة صوف وبيده العصى وقد حصل له خوف فقال الله تعالى لا تخف إنك أنت الأعلى وألق عصاك فألقاها فصارت هي حية أنيابها كالأسنة ففتحت فاها وكانت العصا كلما مرت على صخرة صارت رملة فابتلعت سحرهم ثم مالت نحو العساكر فحطم بعضهم بعضا ونفذت فيه سهام العصا ثم توجهت نحو قبة فرعون فوضعت فكها الأسفل على أسفل القبة والأعلى على أعلاها فنادى يا موسى الأمان فلما رأت السحرة ذلك علموا أنه من قدرة الله تعالى المالك فخروا ساجدين وقالوا آمنا برب العالمين ... لطيفة: الباطل له صولة وماله دولة كان للسحرة دولة وما كان لسحرهم دولة جاءوا لأجل فرعون وهامان عليهم ثياب الخذلان فسبق لهم من ربهم توقيع الأمان فجازاهم بسجدة واحدة قصور الجنان وأنت يا مؤمن تسجد كثيرا لأجل الرحمان فلك الفوز والأمان. هـ فقالت آسية هذا أكبر من سنة وأنت أمرت بذبح الأطفال هذه السنة فدعه يكون عندي قرة عين لي ولك فقال فرعون قرة عين لك وأما أنا فلا حاجة لي به وعن نبينا عليه الصلاة والسلام لو قال قرة عين لي كما هو لك لهداه الله كما هداها فلما علمت أمه أن فرعون أخذه طاش عقلها وأصبح نؤادها فارغا من غير ولدها قالت لأخته مريم وقيل كلثوم قصيه أي اتبعي خبره فلما رأته وصل إلى فرعون ولم يرضع بن مرأة غير أمه كما قال تعالى وحرمنا عليه المراضع أي منعناه من الإرتضاع فهو تحريم منع لا تحريم شرع من قبل مجيء أمه فجاءت بها والصبي على يد فرعون يبكي ويطلب الإرتفاع فلما رآها التقم ثديها قال فرعون إنه لم يرضع إلا منك فقالت لبن طيب فدفعه إليها وأعطاها كل يوم دينارا فلم يبق أحد من آل فرعون إلا أهدى لها الجواهر وإنما

<<  <  ج: ص:  >  >>