للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

للفقراء فدفع رجل إليه ديناراً فقال في نفسه لعلي أحتاج إليه

فهاج به وجع الضرس فقلعه ثم الآخر فقلعه فهتف به هاتف إن لم تدفع الدينار إليهم لا نترك لك شيئاً وقال الحسن إنما خلد الله أهل الدارين بنياتهم لأن المؤمن ينوي العبادة ما دام حياً وكذلك الكافر واتخذ بعضهم ضيافة وأوقد فيها ألف مصباح فقال له رجل أسرفت فقال قم وأطفئ منها ما كان لغير الله فلم يقدر على طفء شيء منها ... حكاية: قيل للجنيد أن أبا الحسن الثوري يسأل الناس فوزن له مائة درهم وقبض قبضة بلا وزن قال لخادمه ادفع الجميع إليه فوزن الثوري مائة وقال ردها على الجنيد وأخذ الزائد ثم قال الثوري يريد الجنيد يأخذ الحبل بطرفيه وزن مائة لنفسه لأجل الثواب وقبض قبضة بلا وزن لله فأخذنا ما كان لله وتركنا ما جعله لنفسه فأخبرت الجنيد بذلك فقال أخذ الذي له وترك الذي لنا ... فائدة: الثوري اسمه أحمد بن محمد البغدادي مات سنة خمس وتسعين ومائتين أخبر عن نفسه رحمه الله أنه اغتسل يوماً فجاء لص وأخذ ثيابه ثم جاء ووضعها مكانها وقد يبست يده فقال يا رب قد رد ثيابي فاردد عليه يده فردها عليه ... حكاية: قال ابن عباس رضي الله عنهما خرج بعض الملوك يسير في مملكته فوجد رجلاً ومعه بقرة فحلب منها قدر ثلاثين بقرة فتعجب الملك من ذلك ثم نوى وأخذها فلما كان من الغد حلب نصف حليبها فقال الملك كيف نقص حليبها ألم ترع مكانها بالأمس قال بلى ولكن لعل الملك نوى الظلم فرجع عن نيته فرجع حليبها الأول ... حكاية: خرج الأمير شروان للصيد فأدركه العطش فرأى في البرية بستاناً وعنده صبي فطلب منه ماء فقال ليس عندنا ماء قال ادفع لي رمانة فدفعها إليه فاستحسنها فنوى أخذ البستان ثم قال ادفع لي أخرى فدفع له أخرى فوجدها حامضة فقال أما هي من الشجرة الأولى قال نعم قال كيف تغير طعمها قال لعل نية الأمير تغيرت فرجع عن ذلك في نفسه ثم قال ادفع لي أخرى فدفع له أخرى فوجدها أحسن من الأولى فقال كيف صلحت قال بصلاح نية الأمير ... حكاية: اتخذ بعض الملوك وزيراً وقربه فنوى شخص إبعاده فقال للملك إن الوزير يزعم أنه يخرج من فمك رائحة كريهة فغضب الملك غضباً شديداً فأرسل إليه فذهب إليه ذلك الرجل فأطعمه طعاماً فيه ثوم ثم قال له إن الملك يطلبك فلما حضر عنده وضع يده على فمه لئلا يضر الملك ريح الثوم فتحقق الملك صدق الواشي فكتب بيده كتاباً إلى بعض عماله يأمره بهلاك الوزير وقال اذهبإلى عاملي فلان والناقل ينظر فظن أن الملك لم يصدقه وأنه كتب للوزير جائزة لأنه كان من عادته أن لا يكتب بيده إلا خيراً فقال بأي شيء أمرك الملك قال بدفع هذا الكتاب إلى عامله فلان فقال أنا أذهب به إليه فلما وصل إلى العامل قتله سريعاً ثم بعد أيام دخل الوزير على الملك فتعجب منه فقال أما دفعت كتابي إلى عاملي قال لا ولكن أخذه منه فلان فقال أنت قلت كذا قال معاذ الله قال فلم وضعت يدك على فمك قال أطعمي فلان طعاماً فيه ثوم كثير فوضعت يدي على فمي لئلا تجد ريحه فتستنكره فعرف الملك أنه إنما أراد إبعاده فقربه كما كان أولاً ... فائدة: عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل قيل وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل

<<  <  ج: ص:  >  >>