قال:"فلما لقيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم انهزموا، فأتى بعضهم الطائف ومعهم مالك رئيسهم، وأقام بعضهم بأوطاس، وتوجه بعضهم إلى نخلة. وتبعت خيل رسول الله صلى الله عليه من سلك نخلة، فأدرك ربيعة بن رفيع دريد بن الصمة، فأخذ بخطام جمله وهو يظن أنه امرأة، فأناخ به فإذا شيخ كبير، ولم يعرفه الغلام، فقال له دريد: ماذا تريد؟ قال: أقتلك، قال: ومن أنت؟ قال له ربيعة بن رفيع السلمي. ثم ضربه بسيفه فلم يصنع شيئاً، فقال له: بئس ما سلحك أبوك! خذ سيفي هذا من مؤخرة الرحل في القراب، فاضرب به، وارفع عن العظام، واخفض عن الدماغ، فاني كذلك كنت أضرب الرجال! فإذا أتيت أملك فأعلمها أنك قتلت دريد بن الصمة، فرب يوم قد منعت فيه نساءك! فلما ضربه ربيعة سقط فتكشف، فإذا عجانه وبطن فخذيه مثل القراطيس من ركوب الخيل. فلما رجع إلى أمه، وأخبرها بقتله إياه قالت: لقد أعتق قتيلك ثلاثاً من أمهاتك! ".