ومن أسباب الخلاف: أن أفهام العباد متفاوتة مختلفة، وقد فضل الله بعضهم على بعض فيها، فما يدركه هذا لا يفهمه هذا، وما يراه الواحد قد يغيب عن الآخرين، وقد أشار القرآن إلى ذلك بقوله تعالى:{فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ}[الأنبياء:٧٩] فخص سليمان بالتفهيم وبين سبحانه أنه هو الذي فهمه.
وطالما أن الأفهام متفاوتة فحينئذٍ لا يمكن مطالبة الجميع بأن يدركوا نفس الأمر.
والله عز وجل خص بعض عباده بالتفهيم دون البعض الآخر، ولكنه مدح الآخر أيضاً ولم يذمه؛ لأن عنده حكماً وعلماً كما قال الله:{وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا}[الأنبياء:٧٩]، فهذه الآية فيها دلالات عظيمة.