للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السيطرة تمارس على شكل استبداد يضعف الأطفال، في الجهة المقابلة المبالغة في المحبة والتساهل المفرط، وترك الطفل يفعل ما يريد دون رقيب ولا محاسبة يفسد سلوك الطفل، ويفقده توازنه وأصول الآداب والمعاملة مع الناس.

ثامنًا: تحاشي الإغراق المادي المفرط، فيعتقد بعض الآباء أن إغراق الأطفال بالوسائل المادية من هدايا وألعاب وغير ذلك، يساعد على تنشئة الطفل على أحسن وجه، وينسون أن إغراق الطفل بالماديات يبعده عن تذوق حلاوة العلاقات الإنسانية التي يمكن أن تنشأ بين الولد والأبوين، ويعوض الطفل على حياة الترف والرخو، وتحرم الطفل من تعلم أمور كثيرة، مثل الاعتماد على النفس والإبداع والتفكير السليم، فإغراق الطفل بالماديات يحرمه من تذوق الكثير من النعم الأخرى.

تاسعًا: تعليل التوجيهات والنصائح، فلا يكفي أن الكبار يقتنعون بالسلوك الحسن والتصرف الجميل، لكن الصغار هم أيضًا بحاجة إلى فهم الحسن والجميل، ومعرفة الحسن والجمال والاقتناع بما نريده منهم، فمن حسن التأديب أن تبين له هذا الشيء صالح لماذا وهذا طالح لماذا، وتبرمجهم بالحوار على ما ينفع والابتعاد عما يضر، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - «مَنْ كَانَ لَهُ شَعْرٌ فَلْيُكْرِمْهُ» (١) فيقول تعالى {يَابَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (٣١) قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (٣٢)} (٢).

عاشرًا: بناء المعايير والقيم، فالطفل قد يستجيب لطلبات الكبار من خلال توجيهات جاهزة وأوامر كيفية لا تمنحه معيارًا ولا قيمة، يعني هي أوامر مطلوب منه يسمع ويخضع للكبير وحسب، وهذا يجعله شخصية مستسلمة، لكن التأديب البديل بطريقة إيجابية أن نمنح أبنائنا معايير ذاتية نابعة من قناعاتهم تكون دافعة للسلوك مهما كان.


(١) سنن أبي داود من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -، صححه الألباني مقدمة.
(٢) الأعراف: ٣١ - ٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>