فقد استغلت الدول الصناعية المتقدمة الأطفال أبشع استغلال، عندما شغلتهم في المصانع طمعًا في مضاعفة الأرباح دون الشعور بوخز من ضمير وعرض اليونيسيف تقريرًا مفاده أن الحروب أدت إلى مقتل أكثر من مليوني طفل في العقد الماضي.
كما أجبرت خمس عشرة مليونًا آخرين على هجر منازلهم، إلى جانب وفاة عشرة بالمئة من حالات الولادة في العراق نتيجة الفقر وصعوبة الوصول إلى مياه نقية وجرائم الغرب في العراق أيام محاصرة العراق وهلاك ملايين الأطفال من الجوع وانعدام الغذاء والأدوية إلى نحو ذلك مما شهد العالم كلهم، أن هؤلاء مسلمون لا يأبه لمثل هذا، إلى جانب القتل اليومين المنظم لأطفال فلسطين على يد اليهود الصهاينة المعتدين، القتل المنظم الذي يحصل بطريقة إيجابية أو بالطريقة السلبية وهي الحصار، محاصرة هؤلاء المساكين سمعتم عن خبر التوأم السيام الذي ليسوا قادرين على أن يسفروا ولا أن يعالجوا، حتى الحديثي الولادة يعانوا من هذه المعاناة، في ظل هذه الأجواء الملبدة بغيوم الظلم والاستبداد، نجد الدستور الحضاري الإسلامي الخالد القرآن الكريم والسنة المطهرة يقدم أسمى وأنبل المبادئ التي تحفظ للإنسان كرامته، وحقوقه، منذ أن كان نطفة إلى أن يبلغ أرذل العمر، وذلك قبل حضارة النظام العالمي الجديد وقبل صدور مواثيق حقوق الإنسان والطفل بأربعة عشر قرنًا.
الحقيقة إن هذا السياق شائع في كثير من الكتابات المخلصين إن شاء الله من الكتاب الإسلاميين، إن الإسلام قبل كذا وكذا من أربعة عشر قرنًا لفت الأنظار إلى حقوق المرأة إلى حقوق الطفل إلى حقوق الإنسان إلى آخره، لكن في الحقيقة لا ينبغي أن يمر علينا هذا الأسلوب بدون نوع من التعليق والتحفظ، لأنه أصلاً مبدأ المقارنة إننا احنا نقول إن شريعة الإسلام سبقت الشرائع الوضعية، كأن الشرائع الوضعية فعلاً وصلت لشيء له قيمة، أكيد فيه أشياء لها قيمة في هذه الإجراءات التي يفعلونها لكن روح الحضارة الغربية تفتقر أهم شيء وهو التعبد بأداء هذه الحقوق.