للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا جهد إنساني محض ليس تعبد في الإسلام، سنرى أشياء عجيبة جدًا ينظر إليها أنها عبادة، يعني رضاعة الأم للطفل سنبين أنها عبادة لا ينبغي للأم أن تنظر إليها حتى مجرد دافع فطري لتربية المولود هذه عبادة، بمعنى كلمة عبادة يعني تحتسب فيها الأجر وغير ذلك.

فشتان بين شريعة الخالق وشريعة المخلوق، مقارنة لا ينبغي إن احنا نبتلع هذا النوع من السياق الذي فيه الإشارة إن الإسلام سبق في كذا وكذا، كأنهم وصلوا لخير عظيم جدًا بس الإسلام سبقهم إليه لا ينبغي التساهل مع هذه المقارنات على حد قول الشاعر:

ألم تر أن السيف ينقص قدره ... إذا قيل إن السيف أمضى من العصى

هل هذه مقارنة تنفع يوضع شريعة الخالق تقارن مع شريعة المخلوقين شريعة الإله مع شريعة عباده، بجانب أن ما العورات والمآخذ التي تؤخذ على هذه الإجراءات وكيف أنها تتخذ سبيلاً لفرض ثقافة مخالفة على الأمة الإسلامية وهذا ليس موضوع حديثنا حتى لا نخرج عن الموضوع الأساسي.

جاء هذا الدستور العظيم ليعلن أن الإنسان هو أكرم مخلوق على وجه الأرض يقول تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (٧٠)} (١) فعلا أي إنسان عاقل وجهاز الاستقبال في قلبه يعني يستقبل الموج بطريقة صحيحة فعلاً إذا قرأ هذا السياق لا يمكن يتصور أن يتكلم بهذا مخلوق، يمكن تكلمنا قبل هكذا تقريبًا عن الروح الربانية المبثوثة داخل القرآن الكريم، يعني لا يمكن أبدًا أن يكون هذا من كلام البشر {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (٧٠)} كرمنا بني آدم يعني الحضارة الغربية في هذا الوقت بم تفرح؟ وما تلك النظريات التي تفرح بها؟.


(١) الإسراء: ٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>