للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طبعا في قضية المكافأة عموما أي نوع من الإثابة يجب أن ينفذ عاجلا بدون تردد ولا تأخير، لأننا هنا نستعمل أسلوب التعليم الشرطي.

الطفل يرتبط في داخله إن العمل الحسن الذي فعله السلوك الحسن أو الانضباط الذي انضبطه ارتبط مباشرة بالإثابة فلابد أن يكون الثواب فورا عقب العمل فلابد أن تكون الأم جاهزة بالحلويات أو الفلوس أو الشيء الذي ستكافئه به، ويكون فورا لا ينفع أن تقول له: لما يأت أبوك ليلا سأجعله يحضر لك كذا.

أو يكافئك كذا، لا ينفع.

ولكن يجب أن يكون فور العمل الحسن الذي فعله الطفل حتى يحصل الربط بين السلوك الحسن وبين الإثابة والمكافأة.

التعجيل بالمكافأة مطلب شائع في السلوك الإنساني، وطبعا هي تفرق في المعاملة بين الكبار عن الصغار.

فالمكافأة بالنسبة للكبير لأن عنده إيمان ونضج، فبالنسبة للمؤمن يكون دائما الأفضل له أن يكافأ في الآخرة، يتوقع الجزاء أين؟

في الآخرة.

أما بالنسبة للطفل فهو في الغالب يتأثر أكثر بالأمور الحسية، المكافأة الحسية، لازال مبكرا أن ينتظر الثواب في الآخرة، لازال مفاهيمه لم تصل لأن يفعل ابتغاء الثواب في الآخرة.

وذكرت لكم في الأسبوع الماضي قصة ذي القرنين قال: {قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا (٨٧) وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (٨٨)} (١)


(١) الكهف: ٨٧ - ٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>