للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكانوا يعظمون العربي لأنه من أمة الرسول الأعظم - صلى الله عليه وسلم - الذي اهتدوا به وصاروا به وبقومه ناسا.

واتصلت أسباب الشيخ بأسباب طائفة منهم، فكانوا يجلسون معه يحدثونه، فقال رجل منهم: إن السلطان سأل المشيخة عن قضية حيرت علماءها ولم يجدوا لها جوابا، والسلطان يستحثهم وهم حائرون، فهل لك في أن تراها لعل الله يفتح عليك بالجواب؟

فقال: نعم.

فقال: سر معي إلى المشيخة.

قال: باسم الله

ودخلوا على ناموس المشيخة (السكرتير).

فسأله الشيخ اسماعيل عن المسألة، فرفع بصره فقلب بصره فيه بازدراء، ولم تكن هيئة الشيخ بالتي ترضي، ثم ألقاها إليه وانصرف إلى عمله، فأخذ الشيخ نظارته فوضعها على عينه فقرأ المسألة، ثم أخرج من منطقته -هذه الدواة النحاسية الطويلة التي كان يستعملها العلماء وطلبة العلم للكتابة وللدفاع عن النفس- فاستخرج منها قصبة فبراها، وأخذ المقطع فقطعها، وجلس يكتب الجواب بخط نسخي جميل.

حتى سود عشر صفحات ما رجع في كلمة منها إلى كتاب.

ودفعها إلى الناموس ودفع إليه عنوان منزله وذهب، فلما حملها الناموس إلى شيخ الإسلام وقرأها، كاد يقضي أن يموت دهشة وسرورا، وقال له: ويحك، من كتب هذا الجواب؟

قال: شيخ شامي من صفته كيت وكيت.

قال: علي به.

فدعوه، وجعلوا يعلمونه كيف يسلم على شيخ الإسلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>