من .. الشيخ علي كسبر، وقد كان خياطا في سوق الاسكية على باب الجامع الأموي، فكان إذا فرغ من عمله ذهب فجلس في الحلقة التي تحت القبة فاستمع إلى الشيخ حتى يقوم فيلحق به فيخدمه، وكان الشيخ يعطف عليه لما يرى من خدمته إياه فيشجعه ويحثه على القراءة.
فقرأ ودأب على المطالعة حتى صار يقرأ بين يدي الشيخ في الحلقة، ولبث على ذلك أمدا، وهو لا يفارق دكانه ولا يدع عمله حتى صار مقدما في كافة العلوم فلما مات الشيخ حضر في الحلقة الوالي والأعيان والكبراء ليحضروا أول درس للمدرس الجديد، فافتقدوا المع .. فلم يجدوه، ففتشوا عليه فإذا هو في دكانه يخيط، فجاءوا به، فقرأ الدرس وشرحه شرحا أعجب به الحاضرون وطربوا له، فعين مدرسا ولبث خمسة عشر عاما يدرس تحت قبة ال .. وبقيت الخطبة في أحفاده إلى اليوم.
-من العلماء في الحقيقة من كان يحرص حرصا شديدا على التفتيش عن النابغين ورعايتهم ولعل أشهر شخص ..
تعرفون من؟
-أحد الطلبة: ..
-فضيلة الشيخ: الإمام أبو حنيفة أحسنت.
المتنبي شاعر العرب الفحل الذي نشأ في أسرة فقيرة غير متعلمة، لكن الله عز وجل قيض له فرصة التعليم المجاني في كتاب خاص بأبناء أشراف الكوفة، وشجعه أصحاب المكتبات على قراءة الكتب دون مقابل.
يروى أن وراقا كان يلازمه، قال: كان اليوم عندي -يعني المتنبي- وقد أحضر رجلا كتابا في ثلاثين ورقة لبيعه فنظر أبو الطيب فيه طويلا، فقلت له: ما هذا؟