الرجل جاء بكتاب من ثلاثين ورقة وسيبيعه لصاحب المكتبة، فهو داخل فأخذ المتنبي منه الكتاب من الشغف يعني، وهو كان جالسا فأخذ منه الكتاب الذي يريد بيعه وأخذ يتصفحه، فالرجل الذي جاء بالكتاب قال له: عطلتني أنا جئت بالكتاب لأبيعه، أنت أخذته مني هذه المدة وعطلتني.
فقال له: ما هذا؟ أريد بيعه وقد قطعتني عن ذلك، فإن كنت تريد حفظه فهذا يكون في شهر إن شاء الله.
-تريد أن تحفظه، فتحتاج إلى شهر إن شاء الله، أستقعدني شهر أنتظرك؟
فقال المتنبي: إن كنت حفظته.
-هذه الدقائق التي نظر فيها في الكتاب يتصفحه.
قال الرجل: أهب لك الكتاب.
قال: اسمعها مني.
يقول: فأخذت الدفتر من يده وأقبل يتلوه حتى انتهى إلى آخره.
-سمع له الكتاب كله.
من أشهر من كان يعنى بالتفتيش عن النابهين ويستن .. من ظروفهم القاسية، ويأخذ بأيديهم في طلب العلم الإمام أبو حنيفة النعمان رحمه الله تعالى، وقد حرص الإمام أبو حنيفة عندما تولى حلقة الدرس بعد شيخه حماد على رعاية تلاميذه النابغين، فقد كان يواسيهم من ماله الخاص ويعينهم على نوائب الدهر.
حتى أنه كان يزوج من كان في حاجة إلى الزواج وليس عنده مؤنته.
ويرسل لكل تلميذ حاجته، فقال شريك لأحد تلامذته: كان يغني من يعلمه وينفق عليه وعلى عياله، فإذا تعلم قال له: لقد وصلت إلى الغنى الأكبر، بمعرفة الحلال من الحرام.