الأمر له صيغ منها: أولاً: فعل الأمر: كقول الله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ}[البقرة:٤٣] وقول الله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ}[البقرة:١٩٤]، وقوله:{وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ}[الأنعام:١٤١] وقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ}[المائدة:١]، فالوفاء بالعقود من الواجبات؛ لأن الله أمر به.
ثانياً: من صيغ الأمر أن يقترن الفعل المضارع بلام الأمر: كقول الله تعالى: {لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ}[الطلاق:٧]، (لينفق) اللام هنا لام الأمر كأن الله يقول: أنفقوا مما آتيناكم.
وأيضاً قول الله تعالى عن صوم رمضان:{فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}[البقرة:١٨٥]، وقوله:{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ}[النور:٦٣]، وقوله:{ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ}[الحج:٢٩]، فكل هذه أفعال مضارعة اقترنت بلام الأمر فتفيد الأمر، والأمر للوجوب.
ثالثاً: من صيغ الأمر اسم فعل الأمر: قول النبي صلى الله عليه وسلم عن طلحة يوم أحد: (دونكم صاحبكم فقد أوجب)، أي: أوجب الجنة بما فعل من الخير والمدافعة عن رسول الله.
ومنه قول المؤذن في الأذان: حي على الصلاة، فهذا اسم فعل أمر.
ومنه قول الله تعالى حاكياً عن امرأة العزيز أنها قالت ليوسف:{هَيْتَ لَكَ}[يوسف:٢٣]، يعني: هلم وتعال.
ومنه قول الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}[المائدة:١٠٥]، يعني: الزموا أنفسكم.
ومنه حديث:(عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي)، عليكم: اسم فعل أمر.
وعندما يقول الإمام:{وَلا الضَّالِّينَ}[الفاتحة:٧] نقول: آمين، وهذا اسم فعل أمر بمعنى: استجب، لكن هذا الأمر من الأدنى إلى الأعلى.