للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[موقف الإسلام من خزعبلات وخوارق بعض المبتدعة]

في الحقيقة مثل هذه الحال مما يلتبس على كثير من الناس قديماً وحديثاً، وهو ما يحدث لبعض الناس أو لبعض المبتدعة من بعض الخوارق التي يغتر بها الجاهل، فيظنون أن هذا من باب الإعانة والتوفيق من الله عز وجل، وأن هذا دليل على أن صاحب هذا العمل الخارق على حق، ولذلك أرشد السلف رحمهم الله إلى قاعدة عظيمة في هذا، ألا وهي: أن من يعمل مثل هذا تعرض أعماله على الكتاب والسنة، فإن كان لها أصل وإلا فهي مردودة، حتى وإن ظهرت هذه الخوارق التي يزعم أنها كرامات وهي في الحقيقة من عادة الشياطين، ثم يعرض عمله أيضاً على خيار الأمة في عصره وقبل عصره، فإنهم هم القدوة والحجة؛ ولأن الله عز وجل كما قد تكفل بحفظ الدين تكفل بحفظ القرآن وحفظ السنة وحفظ النصوص، فقد تكفل أيضاً بحفظ وجود القدوة، وذلك بيِّن في قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين)، ومعنى (ظاهرين)، أي: أنه يراهم ويقتدي بهم كل من وفقه الله عز وجل، وأنهم تقام بهم الحجة.

فإذاً: هؤلاء الذين يندون ويشذون عن أئمة الهدى بمثل هذه التصرفات والحركات والأقوال توزن أعمالهم على الشرع وعلى منهج أهل السنة والجماعة، فما وافق سبيل المؤمنين فهو حق، وما لم يوافقه فهو باطل، مهما بلغ من الدجل والإثارة والغرابة ونحو ذلك مما يبهر الجهلة، هذه مسألة.

<<  <  ج: ص:  >  >>