نستغرب اعتذار الشيخ رحمه الله عن بعض رموز الصوفية كـ التستري والقشيري والبسطامي، مع أنه في بعض كلام هؤلاء ما يدل مقتضاه على أنهم يقفون عند الأوامر والنواهي، كقول أبي يزيد: إذا رأيتم الرجل يطير في الهواء أو يمشي على الماء لا تغتروا به حتى تروه عند الأمر والنهي؟
الجواب
كلام الأخ صحيح، لكن مع ذلك وجدت عندهم المتناقضات، وهذا مما يحير، هؤلاء العجيب أن كلامهم في التوحيد درر، ولا أقول هذا مبالغة، كلام هؤلاء: أبي يزيد البسطامي والتستري وابن أبي الحواري والجنيد ومن سبقهم ومن جاء بعدهم قبل وجود الطرقية، بعد وجود الطرقية اختلف الحال في الحقيقة إلا القليل، فكان كلامهم في الدفاع عن العقيدة وفي تقريرها وفي تجلية معانيها درر تكتب بماء الذهب، وكنت أتمنى لو يتفرغ بعض طلاب العلم لالتقاط درر من كلام هؤلاء في العقيدة، تؤصل منهج السلف بأساليب واضحة وموجزة وبأصالة شرعية، لكن مع ذلك عندهم متناقضات، كيف يكون هذا؟ الله أعلم، فهم أذكياء وأصحاب قدرات عقلية كبيرة جداً، لكن كانت عندهم بدع فلسفية، ونوع من الجهل ببعض أصول السنة جعل عندهم هذه المتناقضات، ومع ذلك فأنا لا أحكم فيهم، بالرغم أني قد قرأت وبحثت في هذا الموضوع، ولم أستطع أن أصل إلى نتيجة بينة، والأمر محير يحتاج إلى مزيد بحث لمن هم أقدر وأفضل.