قال رحمه الله تعالى: [وغيروا بذلك ملة التوحيد التي هي أصل الدين، كما فعله قدماء المتفلسفة الذين شرعوا من الدين ما لم يأذن به الله.
ومن أسباب ذلك: الخروج عن الشريعة الخاصة التي بعث الله بها محمداً صلى الله عليه وآله وسلم إلى القدر المشترك الذي فيه مشابهة الصابئين أو النصارى أو اليهود، وهو القياس الفاسد المشابه لقياس الذين قالوا:{إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا}[البقرة:٢٧٥] فيريدون أن يجعلوا السماع جنساً واحداً، والملة جنساً واحداً، ولا يميزون بين مشروعه ومبتدعه، ولا بين المأمور به والمنهي عنه.
فالسماع الشرعي الديني سماع كتاب الله وتزيين الصوت به وتحبيره، كما قال صلى الله عليه وسلم:(زينوا القرآن بأصواتكم)، وقال أبو موسى رضي الله عنه:(لو علمت أنك تستمع لحبرته لك تحبيراً).