هذه المسألة ليست ذات أهمية فهي من فضول المسائل عند أهل العلم، والتحقيق ما ذكره ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد من أن التفضيل أمر نسبي، فإذا كان المقصود العموم في البشر فلا شك أن الملائكة أفضل، وجنس الملائكة أفضل من جنس البشر، لكن المسألة التي بحثها العلماء هي مسألة: هل الملائكة أفضل من صالحي البشر؟ فباعتبار أن الملائكة يعبدون ولا يعصون فهم أفضل بهذا الاعتبار، وباعتبار أن العبد معرض للفتنة ومع ذلك يجاهدها ويطيع فهو أفضل؛ لأن الملائكة ليسوا كذلك، وهذه الأفضلية تعرض في مسائل كثيرة، وقد ذكر ابن القيم هذه القاعدة وهي: أن التفضيل يكون بالنسبة، وهناك تفضيل مطلق مثل: أن أفضل الصحابة أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ثم العشرة المبشرون بالجنة، ثم من هاجر من قبل الفتح وهذه أفضليات نُصَّ عليها، لكن هناك أمور لم ينص عليها، ولهذا يكون الحديث في التفضيل إنما هو بالنسبة.