للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[رءوس الطواغيت]

يقول المصنف رحمه الله تعالى: [رءوسهم خمسة].

يعني: رءوس الطواغيت خمسة، وقد أتى الشيخ رحمه الله بهذه الرءوس الخمسة من تفسير أهل العلم للطاغوت، وأتى بها من آيات أخرى توضح مفهوم الطاغوت، فقد وردت أكثر من ثمان آيات فيها لفظ الطاغوت.

يقول المصنف رحمه الله تعالى: [إبليس لعنه الله].

وقد أخذه من قول عمر رضي الله عنه في تفسيره للطاغوت قال: الشيطان.

وهذا أخرجه البخاري رحمه الله في كتاب التفسير تعليقاً، وأخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ومن عبد وهو راض].

وقد أخذه الشيخ من قول مالك رحمه الله في تفسيره للطاغوت قال: كل ما عبد من دون الله.

[ومن دعا الناس إلى عبادة نفسه].

وهذا أخذها الشيخ من تفسير بعض الصحابة للطاغوت بأشخاص بأسمائهم كقول بعضهم مثلاً: الطاغوت هو حيي بن أخطب؛ لأن هذا الرجل نصب نفسه مقابلاً للدين وجمع الناس حوله، فنصب نفسه للتعبد، وكحال طواغيت الروافض والتصوف الذين يعبدون من دون الله، وحال طواغيت الحكم وسيأتي الحديث عن هذا الموضوع.

[ومن ادعى شيئاً من علم الغيب].

وقد أخذه الشيخ أيضاً من كلام جابر رضي الله عنه في تفسير هذه الآية قال: الطواغيت كهان كانوا موجودين في الجاهلية ينزل عليهم الشياطين.

[ومن حكم بغير ما أنزل الله].

وقد أخذه الشيخ من آية النساء وهي قول الله عز وجل: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ} [النساء:٦٠]، كل من حكم بغير ما أنزل الله ونصب نفسه حاكماً أو مشرعاً بغير ما أنزل الله فهو طاغوت.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [والدليل قوله تعالى: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} [البقرة:٢٥٦]].

العروة الوثقى: لا إله إلا الله.

[وهذا معنى لا إله إلا الله، وفي الحديث: (رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله)].

وختم المصنف كتابه ببيان حقيقة شرعية عامة كبيرة، والمقصود بقوله: (رأس الأمر) يعني: أعظمه وأساسه وسبب حياته؛ لأن الرأس إذا زال مات الإنسان، فرأس الأمر الإسلام.

(وعموده الصلاة)، فهو لا يقوم إلا على الصلاة، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: (من تركها فقد كفر).

(وذروة سنامه) يعني: أعلاه وأكمله: (الجهاد في سبيل الله)؛ لأن المجاهد في سبيل الله يتجشم الصعاب وقد يموت، ولا شك أن النفس غالية عند صاحبها، وهذا من أعظم الجود.

يجود بالنفس إن ظن البخيل بها والجود بالنفس أعلى غاية الجود

<<  <  ج: ص:  >  >>