قال المصنف رحمه الله تعالى:[وافترض الله على جميع العباد الكفر بالطاغوت والإيمان بالله].
هذا هو موضوع وحقيقة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه بعث بالأمر بالكفر بالطاغوت، والكفر بالطاغوت يقتضي بغضه ويقتضي معاداته ويقتضي اعتقاد بطلانه وبغض أهله، والإيمان بالله.
قال المصنف رحمه الله تعالى:[قال ابن القيم رحمه الله تعالى: معنى الطاغوت: ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع].
(من معبود) مثل: التعبدات المختلفة التي يعملها الإنسان كالصلاة والزكاة ونحو ذلك من الأنساك، (أو متبوع) مثل: الذي يتبع إماماً أو رجلاً يجعله هو المصدر الأول والأخير في دينه، (أو مطاع) مثل: الذين يطيعون أصحاب الرئاسات والملوك والأمراء في معصية الله سبحانه وتعالى.
والقاعدة التي تجمع مفهوم الطاغوت هي: كل ما عبد من دون الله وهو راض.
فكل ما عبد من دون الله بأي نوع من أنواع العبادة سواء كانت عبادة نسك أو عبادة طاعة أو عبادة اتباع، أو عبادة محبة كحال طواغيت التصوف، أو عبادة التزام في الأمر والنهي كحال طواغيت الرافضة وأئمتهم الذين يعبدونهم من دون الله؛ فذلك طاغوت.