اليوم الآخر هو يوم القيامة، ويدخل فيه البعث والحشر والعرض والصراط والميزان والجنة والنار وأحوال العرصات، وما يحصل للناس في اليوم الآخر، وسمي اليوم الآخر؛ لأنه ليس بعده شيء، وسميت الدنيا بهذا الاسم؛ لأنها القريبة، وسمي البرزخ بهذا؛ لأنه بين الدنيا والآخرة.
فالحياة ثلاثة أنواع، الحياة الدنيا وهي التي نعيشها، والأصل فيها هو الجسد، والروح تبع له، والحياة الثانية هي حياة البرزخ والأصل فيها الروح، والجسد تبع لها، أي: عكس الدنيا، والحياة الأخرى هي ما بعد البعث وتغير أحوال الدنيا، وانقسام الناس إلى مؤمنين وكفار وأهل جنة وأهل نار، وهذه هي أتم أنواع الحياة، وهي حياة كاملة على مستوى الروح وعلى مستوى الجسد أيضاً.
فاليوم الآخر هو يوم الجزاء الأخروي، ويدل عليه العقل، وتدل عليه أيضاً أسماء الله عز وجل وصفاته، ويدل عليه القرآن، والواجب أن نؤمن باليوم الآخر، وبأنه دار الجزاء، والإيمان بما ورد من تفصيلاته، فهناك أمور أخبر الله عز وجل عنها في القرآن متعلقة باليوم الآخر يجب الإيمان بها، وإنكارها يعتبر من الكفر، وهناك أشياء أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم، ويجب الإيمان بكل ما أخبر به إذا كان صحيحاً، وأما إذا كان في الحديث إشكال كأن لم يعرف هل هو صحيح أو غير صحيح، فلا يترتب شيء على من اجتهد ولم يصح عنده الحديث، لا يترتب عليه فساد في الاعتقاد إذا لم يصح الحديث عنده، فإذا كان الحديث ضعيفاً عند العالم لا يجب عليه الإيمان به؛ لأنه لم يثبت عنده خبر الصادق في ذلك.
وبعض أهل العلم يلحق بالإيمان باليوم الآخر الإيمان بالبرزخ، على اعتبار أنه هو البداية، وهو انقطاع العمل، والبداية في الجزاء، فالإنسان إذا مات انقطع عمله، ثم يبدأ في الجزاء، والجزاء يكون في فترة الحياة الدنيا بالنسبة للأحياء، ويكون برزخاً بالنسبة للأموات، فإذا انتهت الدنيا بقيام الساعة يخرج الناس من قبورهم إلى لقاء الله سبحانه وتعالى، نسأل الله عز وجل أن يجعلنا وإياكم من المقبولين.