[الأصل الثالث من الأصول الثلاثة: معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم]
يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب:[الأصل الثالث - يعني من الأصول الثلاثة -: معرفة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم، وهو محمد بن عبد الله].
والنبي صلى الله عليه وسلم له أكثر من اسم، ومن أسمائه: أحمد، وطه، ولكن اسمه الأشهر والأبرز هو محمد صلى الله عليه وسلم.
[محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، وهاشم من قريش، وقريش من العرب، والعرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام].
أجمع المؤرخون على أن نسب النبي صلى الله عليه وسلم إلى عدنان نسب صحيح، وأجمعوا أيضاً أن عدنان من ولد إسماعيل لكن الأسماء النسبية من عدنان إلى إسماعيل لم يتفقوا عليها، وقد وقع فيها اختلاف كبير.
وإسماعيل هو ابن إبراهيم، فنسب النبي صلى الله عليه وسلم متصل بإبراهيم عليه السلام، ولهذا جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم:(إن الله أصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من بني إسماعيل كنانة، واصطفى من كنانة قريشاً، واصطفى بني هاشم من قريش، واصطفاه عليه الصلاة والسلام من بني هاشم فهو خيار من خيار).
قال المصنف رحمه الله تعالى: [انتقل إلى الرفيق الأعلى وله من العمر ثلاث وستون سنة منها أربعون قبل النبوة وثلاث وعشرون نبياً ورسولاً.
نبئ بـ {اقْرَأْ}[العلق:١]، وأرسل بالمدثر، وبلده مكة وهاجر إلى المدينة].
هذه المعلومات الأولية ضرورية، وقد سبق أن ذكرت أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله كتب هذا الكتاب لعوام المسلمين من أجل أن يؤسس قاعدة للناس في هذا الباب العظيم وهو باب الاعتقاد سواء في معرفة الله أو معرفة الدين أو معرفة الرسول الذي نتحدث عنه الآن؛ لأن الشيخ محمد بن عبد الوهاب بدأ دعوته في مجتمع مليء بالجهل والخرافة والشرك، وتغيرت فيه المفاهيم الشرعية، بل وتغيرت الأخبار والأحوال؛ ولهذا سيأتي معنا أنه يقرر مسائل بالنسبة لنا بديهية لكن بالنسبة لمن كان في زمانه ليست بديهية ولهذا سنذكر بعض الأشياء التي تدل على ذلك.
قال: نبياً ورسولاً، وهناك خلاف بين العلماء في مسألة: هل النبي والرسول بمعنى واحد أو هناك فرق بين النبي والرسول؟ الصحيح: أن هناك فرقاً بين النبي والرسول، ولكن اختلف العلماء أيضاً في تحديد الفرق بين النبي والرسول، فقيل: النبي هو من نبئ برسالة ولم يؤمر بالتبليغ، والرسول من نبئ وأمر بالتبليغ، وقيل: النبي هو من أرسل إلى قوم ليسوا أهل جاهلية، وليسوا مشركين، والرسول هو من أرسل إلى قوم مشركين، وقيل: النبي هو من يأتي مجدداً لرسالة رسول قبله، والرسول هو من يأتي برسالة جديدة، والصحيح هو ما اختاره شيخ الإسلام رحمه الله في كتابه النبوات: أن الرسول هو من يبعث إلى قوم كفار أهل جاهلية، وأن النبي هو من يبعث إلى قوم ليسوا من أهل الجاهلية وإنما هم يحتاجون إلى تعليم وتجديد كما حصل في أنبياء بني إسرائيل، والحديث في هذا الموضوع يطول وليس لنا فيه حاجة الآن.