(أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه)، الكتب هي الكتب التي أنزلها الله سبحانه وتعالى على الأنبياء والمرسلين لهداية الناس وتعليمهم ما يصلحهم في أمور دينهم، وبيان الطريق المستقيم الموصل إلى الله سبحانه وتعالى، وقد أنزل الله عز وجل كثيراً من الكتب، فكل نبي وكل رسول معه كتاب، فقد أخبرنا الله عز وجل بأنه أنزل التوراة والإنجيل، وأنه كتب التوراة بيده لموسى عليه السلام، وأنه أعطى داود الزبور، وأنه أعطى إبراهيم الصحف، وأعظم كتبه القرآن الكريم فهو أعظم كتب الله عز وجل وهو كلامه سبحانه وتعالى، وتوجيهه المباشر للناس، فأنت عندما تقرأ في القرآن كلام الله عز وجل الذي تكلم به فهو يخاطبك أنت، ولهذا فإن القرآن عندما يتلى آناء الليل وأطراف النهار لا يُمل، فالإنسان يقرأ القرآن ثم يقرأه بعد فترة فيشعر وكأنه لأول مرة يقرأه، وهو مليء بالحكم؛ ولهذا كان القرآن من أعظم المعجزات التي تحدى الله سبحانه وتعالى بها المشركين أن يأتوا بمثله أو بسورة منه، بل بما هو أقل من ذلك فلم يستطيعوا، بل لم يحاولوا، أي: لم نسمع بمحاولات فاشلة من هؤلاء المشركين؛ لأن الفارق بين بلاغة القرآن ونظمه ومعانيه وحكمه العظيمة، وبين المستوى الذي يستطيعونه من الشعر والنثر البليغ غير متقارب، فالفرق كبير جداً.
والواجب في الإيمان بالكتب هو الإيمان بكل ما أخبر الله عز وجل به عن هذه الكتب، سواء من حيث أسمائها، أو من حيث ما فيها، والإيمان بأن التوراة والإنجيل قد حرفت من اليهود والنصارى، وأن اليهود والنصارى أدخلوا فيها أموراً ليست من كلام الله، وأن التوراة والإنجيل الآن ليسا من كلام الله عز وجل، فالتوراة والإنجيل الموجودان الآن ليسا الذي أنزلها الله على موسى وعيسى عليهما السلام.