في هذا اللقاء سنبحث ثلاث مسائل: المسألة الأولى: أهمية العقيدة.
المسألة الثانية: أسماء علم العقيدة.
المسألة الثالثة: المسائل الأولية في هذا العلم.
أولاً: أهمية العقيدة.
العقيدة: هي من عقد الشيء، ويقال: عقدت الحبل إذا أوثقته، ويقصد به الاعتقاد الجازم الوثيق الثابت الذي لا يدخله شك ولا ريب.
والعقيدة المقصود بها هنا العقيدة الإسلامية، وأهميتها تظهر من كونها أساس الدين وأصل الدين، ولا يتم إيمان العبد ولا يقبل عند الله سبحانه وتعالى إلا بها، ولهذا يقول الله عز وجل:{وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}[المائدة:٥].
ولهذا كانت هذه العقيدة هي أساس دعوة الرسل، يقول الله عز وجل:{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}[النحل:٣٦].
وهي مما أمر الله عز وجل به، قال عز وجل:{وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا}[النساء:٣٦].
وهذه العقيدة هي أساس وجود الإنسان في هذه الدنيا، وهي الحكمة من وجوده، قال سبحانه:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}[الذاريات:٥٦].
وهي المهمة الكبرى التي يضطلع بها الإنسان في هذه الدنيا، ولهذا يجب أن نعلم أن الله عز وجل خلقنا في هذه الدنيا؛ لتحقيق هذه العقيدة.