قوله: دليل الصلاة والزكاة وتفسير التوحيد قوله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}[البينة:٥]، فنلاحظ في هذه الآية أن الصلاة والزكاة ربطت بالتوحيد؛ لأن ترك التوحيد كفر، وترك الصلاة كفر، وترك الزكاة يعتبر من الكفر، وإن كان في المسألة خلاف بين أهل العلم؛ ولهذا قال الله عز وجل:{فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ}[التوبة:١١] أي: تابوا من الشرك، وقول الله تعالى:{وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ}[التوبة:١١] في سورة التوبة توافق قوله تعالى في سورة البينة: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}[البينة:٥].
ودليل وجوب الصيام قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ}[البقرة:١٨٣] أي: فرض، {كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[البقرة:١٨٣]، والحكمة من الصيام هي تحقيق التقوى.
ودليل الحج قوله تعالى:{وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ}[آل عمران:٩٧]، واللام هنا لام الاستحقاق، أي: أن الله عز وجل له حق على الناس وهو الحج.
الأمر الثاني: قوله: (على الناس) فإن (على) هنا تدل على الوجوب، وهذا ينبهنا إلى أهمية دراسة اللغة العربية، ودراسة المعاني؛ ولهذا بعض العلماء أفرد كتباً مستقلة في معاني الحروف فقط ومنها: الجنى الداني في حروف المعاني، ومعاني الحروف للرماني، وغيرها من الكتب التي تتحدث عن معاني الحروف فقط؛ لأن أحياناً الحرف الواحد في القرآن قد يأتي بأكثر من ستة عشر معنى، في آية له معنى، وفي آية أخرى يكون له معنى.
فالحرف (على) يدل على الوجوب وعلى الاستعلاء؛ ولهذا استدل بهذه الآية من كفر تارك الحج عمداً إذا استطاعه ومنهم علي بن أبي طالب وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما وغيرهما، والمسألة فيها خلاف.