[الإنابة والاستقامة والاستعاذة والاستغاثة والذبح والنذر وأدلتها]
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ودليل الإنابة قوله تعالى: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ} [الزمر:٥٤]].
والإنابة بمعنى التوبة.
قال: [ودليل الاستغاثة قوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة:٥].
وفي الحديث: (إذا استعنت فاستعن بالله)].
الاستعانة نوع من أنواع التوكل والاعتماد أو طلب العون.
والمقصود هنا الاستعانة بالله سبحانه وتعالى، وتكون شركاً إذا استعان بغير الله عز وجل فيما لا يقدر عليه إلا الله.
القاعدة في العبادات التي يمكن أن تنقسم إلى قسمين: قسم يقدر عليه المخلوق، وقسم لا يقدر عليه إلا الله عز وجل، ويكون الشرك فيما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل، ويكون التوحيد بأن تجعل لله سبحانه وتعالى.
أما إذا كان الإنسان يقدر على شيء منها مثل: إعانة أحد أو إغاثته ومساعدته؛ فهذا لا شيء فيه إذا كان على أنه سبب.
قال: [ودليل الاستعاذة قوله تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} [الفلق:١] وقوله: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس:١]].
الاستعاذة: هي الالتجاء والاعتصام بالله سبحانه وتعالى أو بغيره، إذا كانت بالله تكون توحيداً، وإذا كانت بغيره في أمر من الأمور الذي يخشاه الإنسان ويخاف منه تكون شركاً.
قال: [ودليل الاستغاثة قوله تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ} [الأنفال:٩] الاستغاثة معناها: طلب الغوث والنجدة، فإذا كانت بالله عز وجل فهي تمام التوحيد، وإذا كانت بغيره فإن كان مما لا يقدر عليه إلا الله فهو الشرك، وإن كان مما يقدر عليه العبد فلا شيء في ذلك.
قال: [ودليل الذبح قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام:١٦٢ - ١٦٣].
ومن السنة: (لعن الله من ذبح لغير الله)].
قوله: ((قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي)) النسك هو الذبح.
وقوله: ((لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)) يعني: التوحيد أن تكون الصلاة والنسك لله رب العالمين.
قوله: ((لا شَرِيكَ لَهُ)) هذا يدل على أنه يمكن دخول الشرك فيها.
والذبح منه ذبح عادي وطبيعي وهو الذبح الذي يكون لطلب أكل اللحم، وهناك ذبح للتقرب، فالذبح للتقرب هو الذي يكون إما عبادة إذا صرفت لله عز وجل، وإما شرك إذا صرفت لغير الله عز وجل.
قال: [ودليل النذر قوله: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا} [الإنسان:٧]].
هذا الأصل الأول وهو معرفة العبد ربه، وهو توحيد الله سبحانه وتعالى.
وهذا التوحيد سيأتي معنا الحديث عنه بإذن الله مفصلاً في (كتاب التوحيد)، وسنأخذ هذه الأنواع جميعاً بالتفصيل، وسنتحدث عنها بإذن الله تعالى.
في اللقاء القادم سنتحدث عن الأصل الثاني والأصل الثالث، وبه نختم هذا الكتاب لنبدأ في كتاب (كشف الشبهات) وكثير من المعلومات ستتكرر معنا، لكن المهم أن يفهم الإنسان الحقائق الشرعية فيها.