هناك أناس كثيرون واقعون في الشرك في الدول الإسلامية وغيرها؛ فما واجبنا نحوهم؟ وما هي نصيحتك لطلاب العلم لنشر التوحيد؟
الجواب
لا شك أن الشرك يقع من كثير من الناس، والحقيقة يا إخواني أننا حين ننسب الشرك إلى البلاد الإسلامية الأخرى وكأننا نزكي أنفسنا، فهذه الطريقة يجب أن نكف عنها؛ لأن لدينا كثيراً من الخلل، ويوجد عدد كبير من شبابنا بالذات الأجيال الجديدة التي تعاملت مع (الإنترنت)، وتعاملت مع الفضائيات يقعون في أنواع كثيرة الشرك، ويذهبون إلى السحرة والكهنة والعياذ بالله.
أحياناً يكون هذا الشرك بالتحاكم إلى غير شريعة الله عز وجل، وأحياناً يكون هذا الشرك بعبادة غير الله عز وجل، بل وصل في حالات كثيرة أن كثيراً منهم يعرض عن الدين بالجملة لا يصلي ولا يصوم ولا يزكي، فلا ننسب الشرك إلى بقعة من البقاع، فمن أكبر الأخطاء أن ننسب ونقول: والله البلاد الإسلامية فيها شرك ونحن ولله الحمد على التوحيد، لا، لا نزكي أنفسنا، وإنما ينبغي علينا أن نخاف جميعاً من الشرك.
إذا كان إبراهيم عليه السلام يقول:{وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ}[إبراهيم:٣٥] وهو الذي كسر الأصنام بيده، فلا نزكي أنفسنا ولا نمدح أنفسنا، نحن كغيرنا من الناس الذين نتأثر، والذين فتحت علينا بوابات الشر من كل مكان، الفضائيات اليوم تفسد الشباب والفتيات، و (الإنترنت) أصبح كثير من المسلمين يكون صداقات وعلاقات مع عدد من الكفار في البلاد الغربية وغير الغربية.
والانفتاح الهائل الكبير جعل من كثير من المسلمين اليوم يدعون باسم الحرية إلى الانفلات من الدين كله، ويعتقد كثير من المسلمين أن الدين شيء شخصي وأمر شخصي، ولا علاقة للآخرين به، وأنه في المسجد! هل تظنون يا إخواني أن كثرة النظر إلى الأفلام والمسلسلات التي تصور أن المسجد مثل الكنسية، تؤدى فيه العبادة، وإذا خرج الإنسان فله أن يتحاكم إلى غير شريعة الله في كل شيء، في الأموال وفي الدماء وفي السياسة وفي الاقتصاد وفي التربية وفي كل أمر من الأمور، ولهذا الشرك أصبح في كثير من بلاد المسلمين، فلغة أن الشرك منتشر في البلاد الإسلامية وغير ذلك هذا فيه تزكية النفس، وأنا أرى أن هذه لغة غير صحيحة.