وعاتكة هي التي رأت الرؤيا قبل وقعة بدر الكبرى، وأخبرت بها العباس رضي الله عنه وذلك أنها رأت راكبا أقبل على بعير له فوقف بالأبطح فنادى: انفروا يا آل غدر إلى مصارعكم في ثلاث، صرخ بها ثلاث مرات، فاجتمع الناس إليه. ثم مثل لها على هيئة أبي قبيس راكباً بعيره فصرخ مثل الأولى ورمى بصخرة فتكسرت، فما بقي بيت ولا دار إلا ودخلتها منها فلقة، فسمعت قريش بمنام عاتكة فقال أبو جهل: ما رضوا بكذب الدجال، جاءونا بكذب النساء، فأنكر العباس المنام. فلما كان اليوم الثالث دخل ضمضم وهو ينادي: الغوث، الغوث، وأخبرهم بخر العير فخرجت أشراف قريش، وتخلف أبو لهب خوفاً من رؤيا عاتكة، وأرسل مكانه العاص بن هشام استأجره بأربعة آلاف درهم كانت له عليه ديناً، وقيل: إنها كانت ربا، وقيل: قماراً، فصدق الله تعالى رؤيا عاتكة، وذلك في وقعة بدر.
[٢٠]
البيضاء بنت عبد المطلب
هي البيضاء بيت عبد المطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم وهي توأمة عبد الله والد النبي صلى الله عليه وسلم وكانت عند كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، فولدت له عامراً وبناتا، ولما توفي أخوها أبو طالب رثته فقالت:
يا عينُ جودي لأبي طالبٍ ... منكِ بدمعٍ دائمٍ ساكبِ
والفارسِ المقدامِ عندَ الوغى ... في الجحفل المستهلك الحاربِ
وهي طويلة جداً، ولم أطلع على عام وفاتها والله تعالى بذلك أعلم.
[٢١]
أروى
بنت عبد المطلب، عمه النبي صلى الله عليه وسلم هي شقيقة الأولين وقيل، شقيقة الحارث، أمها صفية بنت جندب، واختلف في إسلامها، وذكرها بعضهم في الصحابة، وأبى ذلك غيرهم وأما الذي صرح في إسلامها، أبو جعفر العقيلي، وكانت أروى تحت عمير بن وهب بن عبد مناف بن قصي، فولدت له طليباً رضي الله عنه ولما كبر طليب أسلم في دار الأرقم، ثم دخل على أمه وأخبرها بإسلامه، فقالت: إن الحق ما ازورت وعاضدت ابن خالك، ولو قدرنا على ما تقدر عليه الرجال لذببنا عنه ومنعناه، فقال طليب رضي الله عنه: فما لك لا تسلمين وقد أسلم أخوك حمزة؟ فقالت: أنظر ما تصنع أخواتي فأكون إحداهن! فقال لها: أسألك بالله إلا أسلمت وشهدت برسالته فقالت: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله. وكانت بعد ذلك تحضن ابنها على نضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحسن إسلامها ثم مات عمير بن وهب عنها قبل ما أسلمت، وتزوجها كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي.
[٢٢]
برة
بنت عبد المطلب، شقيقة عبد الله والد النبي صلى الله عليه وسلم لم يسمع لها ذكر في الإسلام، كانت تحت أبي رهم بن عبد العزي، فمات وتزوجها عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وقيل: إنه كان قبل أبي رهم فمات وتزوجها أبو رهم، والله أعلم.
[٢٣]
أميمة
بنت عبد المطلب، شقيقة عبد الله والد النبي صلى الله عليه وسلم وكانت تحت جحش بن رئاب الأسدي، فولدت له عبد الله، وعبيد الله وزينب رضي الله عنها أم المؤمنين، وكانت عند زيد، وهي التي ذكرها الله في القرآن العظيم (فلما قضى زيداً منها وطراً زوجناكها) فتزوجها، صلى الله عليه وسلم ومن أولاد أميمة، أبو أحمد، وحمنة، وأم حبيبة، وكلهم هاجر وأسلم إلا عبيد الله غضب الله عليه وارتد، نعوذ بالله ومات كافراً ( ... ) .