اسمها برة بنت الحارث بن أبي ضرار المصطلقي، تزوجها صلى الله عليه وسلم سنة ست وقيل: سنة خمس، وكانت قبله عند مسافع بن صفوان المصطلقي، فسباها صلى الله عليه وسلم في غزوة بني المصطلق، فوقعت في سهم ثابت بن قيس فكاتبته على نفسها، فأدى صلى الله عليه وسلم كتابتها وتزوجها وذكر في كتاب "الدر المكنون" أن غزوة بني المصطلق كانت سنة ست، وممن سبي منهم: برة بنت الحارث فوقعت في سهم ثابت، فطلب منها الفدية تسع أواقٍ من الذهب، فجاءت برة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالت: إني أسلمت، وإن برة بنت الحارث سيد قومه، وكاتبني ثابت على ما لا أطيقه، وإني رجوتك فأعني، فقال لها: أو خير من ذلك؟ قالت: ما هو؟ قال: أودي عنك كابتك وأتزوجك، قالت: نعم يا رسول الله قد فعلت فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى ثابت فطلبها منه، فقال: وهي لك يا رسول الله، فأدى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان كاتبها عليه وتزوجها صلى الله عليه وسلم وهي بنت عشرين، وسماها جويرية وذكر في "شرح ذات الشقاء" قالت عائشة رضي الله عنها: كانت جويرية عليها ملاحة وحلاوة ولا يكاد يراها أحد إلا أحبها ووقعت فينفسه، فأتت رسول الله تسعينه فيكاتبها، فوالله ما هو إلا أن رايتها على باب الحجرة فكرهتها وعرفت أنه سيرى منها ما رأيت. فقالت: يا رسول الله أنا جويرية بنت الحارث سيد قومه، وقد أصابني من الأمر ما لم يخف عليك، فوقعت في سهم ثابت بن قيس، أو لابن عم له، فكاتبته على نفسي وجئتك أستعينك! فقال لها:"فهل لك في خير من ذلك" قالت: وما هو يا رسول الله، قال:"أقضي كنابك وأتزوجك" قالت: نعم، قال:"قد فعلت" وخرج الخبر إلى الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توج جويرية بنت الحارث، فقال الناس: صهراء رسول الله يسترقون؟ فأعتقوا ما بأيديهم من سبايا بني المصطلق فلا يعلم امرأة كانت أعظم بركة منها على قومها، وروي عنها أنها قالت: دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتنا اسبح ثم انطلق لحاجته ورجع قريباً من نصف النهار فقال: "ما زلت على الحالة التي فارقتك عليها؟ " قالت: نعم، فقال: ألا أعلمك كلمات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتن، سبحان الله وبحمده عدد خلقه، وسبحان الله وبحمده رضا نفسه، سبحان الله وبحمده زنة عرشه، وسبحان الله وبحمده مداد كلماته، ثلاث مرات" أخرجه مسلم، وتوفيت جويرية رضي الله عنها سنة خمسين، وهي بنت ست وستين سنة، وقيل: ماتت سنة ست وخمسين، وقد بلغت سبعين، وقيل: خمس وستين، وروي: أنه اشتراها من ثابت وأعتقها وتزوجها، وأصدقها أربعمائة درهم.
[٣٤]
أم المؤمنين ميمونة
بنت الحارث بن حزن من بني هلال، وذكر في "شرح ذات لشفاء": قال أبو عبيدة ري الله عنه: لما فرغ صلى الله عليه وسلم من خيبر توجه إلى مكة معتمراً سنة سبع، وقدم عليه م الحبشة جعفر رضي الله عنه فبعثه إلى ميمونة فخطبها فجعلت أمرها إلى العباس رضي الله عنه فزوجها برسول الله صلى الله عليه وسلم ونى بها بسرف وقيل: إنها بلغها خطبة النبي صلى الله عليه وسلم لها وهي على بعير فقالت: البعير وما عليه لله ورسوله، فأنزل الله (وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي وقيل: إن التي وهبت تنفسها للنبي أم شريك غزية بنت دودان، والصحيح أنه لم يدخلا بها.
وذكر في "المعالم" في تفسير قوله تعالى: (وامرأة مؤمنةً إن وهبت نفسها للنبي) قال الشعبي: هي أم المساكين زينب بنت خزيمة الهلالية، وقال قتادة: وهي ميمونة بنت الحارث، وقال الضحاك ومقاتل: هي أم شريك بنت جابر من بني أسد، وقال عروة بن الزبير: هي خولة بنت حكيم.
وتوفيت ميمونة سنة إحدى وخمسين، وقيل: سنة ست وستين، وصلى عليها ابن عباس رضي الله عنهما ابن أختهما لبابة الكبرى أم الفضل، والله أعلم.