للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وذكر في التفسير قوله تعالى: ( ... اقذفيهِ ... (ألقيه في التابوت، ( ... فاقذفيهِ في اليمِّ ... (في النيل ( ... فليلقهِ اليمُّ بالسَّاحلِ ... (الجانب ( ... يأخذهُ عدوٌّ لي وعدوٌّ لهُ ... (يعني فرعون.

وروي: أنها جعلت في التابوت قطناً محلوجاً فوضعته فيه وقيرته، ثم ألقته في اليم وكان يشرع منه إلى بستان فرعون نهر الكبير، فبينما هو جالس على بركة مع آسية، إذ [هم] بالتابوت، فأمر به، فأخرج ففتح، فإذا صبي به أصبح الناس وجها، ً فهم فرعون بالأمر بقتله لولا موافقته لطلب ءاسية، ولم يعلم أنه قاتله إذا كبر.

وقال في كتاب "تفسير مدارك" قوله تعالى (يذبِّحُ أبناءهمْ ... (إلى آخرها وسبب الذبح أن كاهناً قال لفرعون: يولد مولود في بني إسرائيل يذهب ملكك على يديه. فقيل: إنه ذبح في طلب موسى تسعين ألف وليد.

وروي: أنها حين ضربها الطلق، كانت بعض القوابل الموكلات بحبالى بني إسرائيل مصافية لها. فعالجتها حتى ولدت، فلما وقع إلى الأرض، هالها نور بين عينيه، ودخل حبه قلبها فقالت القابلة: ما جئتك إلا لأقتل مولودك، وأخبر به فرعون ليقتله، ولكني وجدت حباً ما وجدت مثله، فاحفظيه، فلما خرجت القابلة جاءت عيون فرعون فلفته في خرقة، ووضعته في تنور مسجور، ولم تعلم ما تصنع، لأنه طاش عقلها، فطلبوا، فلم يلقوا شيئاً، فخرجوا وهي لا تدري مكانه، فسمعت من التنور صوته، فانطلقت وأخرجته، وقد جعل الله النار عليه برداً وسلاماً.

وذكر بعضهم قوله تعالى: (وأصبحَ فؤادُ أم موسى فارغاً (الآية، إذا تلاها إنسان وهو على مائدة وأكل لم يشبع، وإن أكل المائدة كلها ...

وذكر لي بعضهم أن اسم أم موسى إذا تلي على قفل مقفول سقط من غير مفتاح، وقد جربته، فما وجدت له أصلاً، والله سبحانه وتعالى أعلم.

[٥]

صفورة بنت نبي الله شعيب

عليه السلام وهي زوجة موسى عليه السلام ولما كان من أمر موسى عليه السلام ما كان، [ولما كبر وبلغ أشده دخل المدينة على حين غفلة من أهلها] قوله تعالى: (فوجدَ فيها رجلينِ يقتتلانِ هذا من شيعتهِ وهذا منْ عدوِّهِ ((فوكزهُ موسى فقضى عليهِ (ومات القبطي من ساعته فخاف موسى من فرعون. [و] قوله تعالى: ( ... يا موسى إنَّ الملأَ يأتمرونَ بكَ ليقتلوكَ فاخرجْ إنِّي لكَ منَ النَّاصحين (فخرجَ منها خائفاً يترقبُ ... (وسار قاصداً من مصر إلى مدين. قال في "المعالم" قوله تعالى (ولمَّا وردَ ماءَ مدينَ وجدَ عليهِ أمَّةً منَ النَّاسِ يسقونَ ووجدَ منْ دونهمُ امرأتينِ تذودانِ ... (إلى قوله: (فسقى لهما ... (فتقدم موسى عليه السلام وزاحم القوم وسقى غنم المرأتين ثم جلس تحت ظل شجرة من شدة الحر، وهو جائع، وذلك قوله تعالى: (ربِّ إنِّي لما أنزلتَ إليَّ منْ خيرٍ فقيرٌ (وكان يعلم أنه من الأنبياء، فرجعت المرأتان.

وهما ابنتا شعيب عليه السلام بالأغنام إلى أبيهما سريعاً، فقال لهما: ما أعجلكما، وكانا إذا سقوا أغنامهم يبطئون، ولا يسقون إلا بعد قومهم، ويبطئون على أبيهم قالتا: وجدنا رجلاً رحمنا، فسقر لنا أغنامنا فقالت له إحداهما قوله تعالى: ... (يا أبتِ استأجرهُ إنَّ خيرَ منِ استأجرتَ القويُّ الأمينُ (فقال شعيب عليه السلام لإحداهما: اذهبي فادعيه، فذهبت وذلك قوله تعالى: ... (إنَّ أبي يدعوكَ ليجزيكَ أجرَ ما سقيتَ لنا ... (فدعته، وتبعها يمشي خلفها فوجد الريح تلعب بأثوابها فوقف وقال لها، امشي لامن خلفي ودليني على الطريق، [فإنا أهل بيت لا ننظر في أعقاب النساء] ففعلت، وسار موسى وهي تدله على الطريق إلى أن دخل موسى على شعيب، فقال له: اجلس يا شاب وتعش. فقال موسى عليه السلام أعوذ بالله. فقال له شعيب عليه السلام: ولم ذلك، ألست جائع؟ قال: بلى، ولكن أخاف أن يكون عوضاً لما سقيت لهما، فقال له: [لا] والله [يا شاب] ولكنها عادتي [وعادة آبائي نقري الضيف ونطعم الطعام] فجلس موسى عليه السلام وأكل.

قال في "المعالم" فعند ذلك قالت له إحدى ابنتيه ( ... يا أبتِ استأجرهُ (إلى آخرها فقال له شعيب قوله تعالى ( ... إنِّي أريدُ أنْ أنكحكَ إحدى ابنتيَّ هاتينِ على أنْ تأجرني ثماني حججٍ فإنْ أتممتَ عشراً فمنْ عندكَ ... (قال: وشرط عليه أن يرعى أغنامه ثماني سنين، وإن أتممها عامين أخريين فذاك من عنده.

<<  <   >  >>