ابن الموفق العباسي، وقيل: بل زوجته تزوجها فولدت له المقدر بالله جعفر، وكان يقال لها: القهرمانة، وكانت جميلة الأطراف، حسنة الأوصاف، فأحبها المعتضد، وشغف بها، ومات عنها سنة تسع وثمانين، وقيل: تسعين، وقيل: إحدى وتسعين ومائتين، فأقامت عند ولدها المقتدر بالله جعفر، وولي الخلافة المكتفي بالله علي بن المعتضد أخو المقتدر لأبيه، ومات سنة خمس وتسعين ومائتين، وولي الخلافة المقتدر وعمره إذ ذاك ثلاث عشرة سنة فدبرت مملكته أمه القهرمانة، وكان المقتدر مولعاً بحب النساء حتى إنه أعطاهن جميع ما عنده من الجواهر النفيسة، واستمرت القهرمانة تدبر المملكة إلى أن كثر الضرر، وعم الناس في البحر والبر. وغارت الروم على الثغور الحزرية، وملك المهدي العلوي مدينة الإسكندرية، فعند ذلك أيقظت همة ولدها المقتدر، وأمرته أن يجلس للمظالم، ووهبت وأعطت، وأنعمت على أرباب الدولة، وذلك سنة خمس ثلاثمائة، وقدم رسول الروم إلى بغداد فاصطفت العساكر، وكانوا مائة ألف وستين ألفاً، ووقفت الغلمان، والخصيان والخدم وهم سبعة آلاف. أربعة آلاف أبيض، وثلاثة آلاف أسود، وقفت الحجاب وهم سبعمائة، وزينت الدار بثمانية آلاف وثلاثين ألف ستر، ومائة سبع مع مائة سباع. وألقيت المراكب في الدجلة، بالزينة، وأدخل الرسول دار الشجرة، وفيها بركة ماءٍ عليها شجرة من الذهب والفضة ولها ثمانية عشرة غصن على كل غصن طير من الذهب والفضة وورق الشجرة من الفضة والذهب، والطيور تصفر. بحركات مرتبة، وكان يوماً مشهوداً. واستمر المقتدر على خلافته إلى أن حصل بيته وبين الحاجب مؤنس الخادم وحشة فهرب مؤنس إلى الموصل وملكها، وجمع العساكر وعاد إلى بغداد فخرج إلى حربه المقتدر فقتل وحمل رأسه على رمح إلى عند مؤنس سنة تسع عشرة وثلاثمائة، ثم صلبوا جثة المقتدر وهو مكشوف العورة، فلا رحم اله مؤنساً، ثم صادر أصحاب المقتدر وقبض على أمه القهرمانة وتبعه بذلك الخليفة القاهر محمد أخو المقتدر لأبيه، وعذب القهرمانة وسألها عن الأموال فاعترفت بما عندها من المصاغ والثياب فضربها الشديد، وعلقها من رجليها منكسة حتى كان يجري بولها على وجهها. وماتت سنة عشرين وثلاثمائة. ثم قبض المماليك على القاهر وخلعوه وسلموا عينيه وبقي يسأل لناس الصدقة وذلك لشدة ظلمه، وقطع رحمه، والله أعلم ونظير ما فعل مؤنس الخادم بالخليفة المقتدر ما فعله الخبيث الحجاج لما قتل عبد الله بن الزبير رضي الله عنه وقطع رأسه وأمر بحثته فصلب، وهو مكشوف العورة وقيل: بل عليه ثيابه وتركه أياماً، فدخلت على الحجاج أمه أسماء ذات النطاقين، بيت الصديق رضي الله عنه وقالت له: أما آن لهذا الفارس أن يترجل؟ فقال الخبيث: خلوا عنها وعن جيفتها! ولما رأته أمه أسماء حاضت ودر ثديها وعمرها مائة سنةٍ، فقالت: حنت عليه مرا تعه ومراضعه. ونظير ذلك ما فعله اللعين يوسف الثقفي (حين) . قبض على الإمام زيد بن علي زين العابدين بن الحسين رضي الله عنهما. فقطع رأسه ثم صلب جثته وهو مكشوف العورة فجاء العنكبوت ونسج على عورته، وأقام أياماً مصلوباً ثم أنزله وحرقه النار. فلعنه الله على قاتله. وقبر زيد رضي الله عنه بالموصل في محلة تعرف بالطارق.