[٦٨]
قتيلة بنت النضر
ابن الحارث، أسلمت يوم الفتح، وكانت تحت عبد الله بن الحرث بن أمية، فولدت له: علياً ومحمداً والوليد، ولما قتل صلى الله عليه وسلم أباها كتبت إليه قتيلة قبل إسلامها. شعر:
يا راكباً إنَّ الأثيلَ مظنَّةٌ ... منْ صبح خامسةٍ وأنتَ موفَّقُ
أبلغْ بهِ ميتاً بأنَّ تحيَّةً ... ما إنْ تزالُ بها النَّجائبُ تخفقُ
منِّي إليهِ وعبرةً مسفوحةً ... جادتْ لمائحها وأخرى تخنقُ
هل يسمعنَّ النَّضرُ إنْ ناديتهُ ... بل كيفَ يسمعُ ميَّتٌ لا ينطقُ
ظلّتْ سيوفُ بني أبيهِ تنوشهُ ... للهِ أرحامٌ هناكَ تشقَّقُ
قسراً يقادُ إلى المنَّيةِ متعباً ... رسفَ المقيَّدِ وهوَ عانٍ موثقُ
أمحمَّدٌ أوَ لستَ صنو نجيبةٍ ... في قومها، والفحلُ فحلٌ معرقُ
ما كانَ ضرَّكَ لوْ مننتَ وربَّما ... منَّ الفتى وهوَ المغيظُ المحنقُ
فالنَّضرُ أقربُ منْ قتلتَ قرابةً ... وأحقُّهمْ إنْ كانَ عتقٌ يعتقُ
أو كنتَ قابلَ فديةٍ فلقيتَ منْ ... بأنعزِّ ما يغلو بهِ ما ينفقُ
فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم [ذلك بكى] حتى اخضلت بالدموع لحيته، وقال: "لو بلغني شعرها قبل أن أقتله لعفوت عنه". انتهى.
[٦٩]
بسرة بنت صفوان
ابن نوفل بن أسد، وهي من المبيعات، كانت عند المغيرة فولدت له: معاوية وعائشة أم عبد الملك بن مروان، روت عنه صلى الله عليه وسلم: "من مس ذكره فليتوضأ".
[٧٠]
الحولاء بنت تويت
لبن حبيب [بن أسد] بن عبد العزى، هاجرت إلى المدينة، وكانت من العابدات، وهي التي جاء فيها الحديث: "إنها كانت لا تنام الليل". انتهى.
[٧١]
أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنه
أسلمت قديماً، وتزوجها الزبير وهاجر بها إلى المدينة، وهي حامل بعبد الله فوضعته بقباء، وكانت تسمى ذات النطاقين، لأن النبي صلى الله عليه وسلم حين أراد الهجرة فعسر عليه ما يشد السفرة، فشقت نطاقها وانتطقت بنصفه وشدت السفرة بنصفه، فسماها صلى الله عليه وسلم: "ذات النطاقين". ولما بلغ ولدها عبد الله بن الزبير رضي الله عنه أن الحجاج يعيره بابن ذات النطاقين. أنشد قول الهلالي: شعراً:
وعيّرها الواشوان أنَّي أحبّها ... وتلكَ شكاةٌ بارحٌ عنكَ عارها
فإنْ أعتذرْ منها فإنّي مكذَّبٌ ... وإنْ تعتذرْ يردد عليها اعتذارها
قيل: "إنها أسلمت بعد سبعة عشر نفساً، وعاشت حتى قتل ابنها، وقد كف بصرها، وكانت تقول: اللهم لا تمتني حتى تقر عيني بجسده. وقيل: إنها لما رأت ولدها عبد الله مصلوباً در ثديها وحاضت. فقالت: حنت إليه مراتعه ودرت عليه مراضعه. فلما دخلت على الحجاج لعنه الله [لعنة] مؤبدة عدد ما خلق الله، فقالت له: أما آن لهذا الراكب أن يترجل؟ فقال: خلو بينها وبين جيفتها. اللهم ألعنه كما لعنت أصحاب السبت، حيث لم يرع حق الصديق. ولما أنزلوه غسلته وكفنته، وصلوا عليه، ودفنته، وماتت بعده بأيام يسيرة، وقد عاشت رضي الله عنها مائة سنة ودفنت بمكة.
[٧٢]
أم كلثوم بنت الصديق رضي الله عنها
ولدت بعد وفاة أبيها لأن أمها كانت حاملاً بها، فقال أبو بكر رضي الله عنه لعائشة رضي الله عنها كنت نحلتك جراد عشرين وسقاً وددت أنك كنت جربته: وإنما هو مال الوارث، وإنما هو أخواك وأختاك. فقالت: إنما هي أسماء: فمن الأخرى؟ فقال: دويطر بنت خارجة. فإني أظنها جارية. فصدق الله ظنه، وولدتها فسمتها عائشة رضي الله عنها أم كلثوم، ولما كبرت خطبها كعمر، رضي الله عنه من عائشة رضي الله عنها فلما ذهب قالت الجارية: تزوجيني عمر رضي الله عنه وقد عرفت خشونة عيشه، والله لئن فعلت لأخرجن إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصيحن به إنما أريد فتى من قريش يصب علي الدنيا صبا.