للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كانت ترضع حين تزوجصلى الله عليه وسلم أمها، فجاء عمار رضي الله عنه وأخذها من حجر أمها، فذهب بها. وقال: هذه التي حاولت بين رسول الله وبين أهله، وقيل: إنها ولدت قبل الحبشة، والأول أصح، وقالت زينب: كان اسمي برة فسماني، صلى الله عليه وسلم زينب. روي أنها دخلت عليه صلى الله عليه وسلموهو يغتسل فنصح في وجهها الماء، فلم يزل ماء الشباب في وجهها حتى كبرت. وأرضعتها أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها قالت زينب: وكنت أرى الزبير رضي الله عنه يدخل علي وأنا أمتشط فيأخذ ببعض قروني ويقول: أقبلي علي فحدثيني، أراه أباً ويراني ولداً. وتزوجها عبد الله بن زمعة رضي الله عنه وكانت أفقه نساء زمانها. قال الحسن رضي الله عنه: لما كان يوم الحرة وقتل أهل المدينة، فكان فيمن قتل ابنا زينب فحملا ووضعا بين يديها. فقالت: إنا لله وإنا إليه راجعون، والله 'ن المصيبة علي فيهما لكبيرة، وهي علي هذا أكبر منها في هذا، أما هذا فحضر بيته وكف يده فدخل عليه فقتل مظلوماً (وأنا أرجو له الجنة) وأما هذا فبسط يده فقاتل فقتل فلا أدري على ما هو من ذلك، فالمصيبة علي به أعظم منها في هذا.

[٨٠]

أمُّ كُلْوُم بِنْتُ أبِي سلمة رضي الله عنها

روت أنه صلى الله عليه وسلم قال لأم سلمة حين تزوجها: "إني قد أهديت للنجاشي أواقي (من) مسك وحلة، ولا أواه إلا قد مات، ولا أرى الهدية إلا سترد إلي، فإن ردت فهي لك، فكان كما قال"صلى الله عليه وسلم مات النجاشي وردت الهدية إلى النبيصلى الله عليه وسلم فأعطى كل امرأة من نسائه أوقية من ذلك المسك، وأعطى باقيه لأم سلمة رضي الله عنها.

[٨١]

أَمُّ جَمِيل فَاطمَةُ بِنْتُ الخطَّابِ رضي الَّلهُ عَنْهَا

هي أخت عمر رضي الله عنه تزوجها ابن عمها سعيد بن زيد بن عمر بن نفيل، أسلمت قبل عمر رضي الله عنه هي وزوجها سعيد، وكانت هي سبب إسلام عمر رضي الله عنه ولما ضرب أبو بكر رضي الله عنه على الإسلام حمل إلى بيته وهم لا يشكون في موته، ثم أفاق فأول ما تكلم قال: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت أمه: مالي علم بصاحبك. فقال: اذهبي إلى أم جميل فاسأليها عنه. فذهبت وقالت لها: إن أبا بكر يسألك عن محمد صلى الله عليه وسلم قالت: لا أعرف أبا بكر ولا محمداً، ولكن أذهب معك إلى ابنك! فأتت معها، فلما دخلت ورأت ما به رنت وأعلنت بالصياح وقالت: إن قوماً نالوا منك هذا، (فهو كفر وفسوق) ، وإني أرجو أن ينتقم الله لك منهم، فقال أبو بكر: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: هذه أمك تسمع! قال: لا ضير عليك منها. قالت: هو صالح سالم في دار الأرقم. قال: فإن لله علي أن لا أذوق طعاماً ولا شراباً حتى آتي رسول الله. فأمهلتاه حتى هدأت الرجل فخرجتا به يتكئ عليهما حتى أدخلاه على رسول الله، ودعا صلى الله عليه وسلم لأم أبي بكر، وعرض عليها الإسلام فأسلمت.

<<  <   >  >>