للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وذكر في "تفسير الفخر الرازي": قال وهب: إن فرعون يوسف هو فرعون موسى، وهذا غير صحيح، إذ كان بين دخول يوسف مصر وبين دخول موسى، عليه السلام، أكثر من أربعمائة سنة، وذكر في كتاب "عجائب مصر": قال الكندي: أجمعت الرواة على أنه لا يعلم جماعة أسلموا في ساعة واحدة أكثر من جماعة القبط، وهم السحرة الذين آمنوا بموسى عليه السلام وأخرج ابن عبد الحكم عن عبد الله بن هبيرة قال: كان السحرة اثني عشر جزءاً رؤساء تحت يد كل ساحر منهم عشرون عريفاً تحت يد كل عريف منهم ألف من السحرة، فكان جميع السحرة مائتي ألف وأربعين ألف ومائتين واثنين وخمسين بالرؤساء والعرفاء. وذكر في "تفسير فخر الدين الرازي": لما أراد الله أن يعرق فرعون والقبط أمر موسى عليه السلام أن يأمر بني إسرائيل أن يستعيروا حلي القبط، وذلك لغرضين أحدهما: ليخرجوا خلفهم لأجل المال، والثاني: أن تبقى أموال القبط في أيديهم، ونزل جبرائيل بالعشي فقال لموسى: أخرج قومك ليلاً، وذلك قوله تعالى (وأوحينا إلى موسى أن ٍأسر بعبادي إنكم متبعون) وكانوا ستمائة ألف نفس فلما خرج موسى عليه السلام ببني إسرائيل بلغ ذلك فرعون فقال: لا تتبعوهم حتى يصيح الديك. فما صاح ديك تلك الليلة. فلما أصبح فرعون اجتمع إليه ستمائة ألف من القبط، وقيل ألف ألف ومائتا ألف نفس، فتتبعوهم نهاراً، وذلك قوله تعالى: (فأتبعوهم مشرقين) أي بعد شروق الشمس (فلما ترآءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون، قال كلا إن معي ربي سيهدين) فلما سار موسى وأتى البحر قال له يوشع بن نون، عليه السلام: أين أمرك ربك؟ فقال: إلى أمامك، وأشار إلى البحر، فأقحم يوشع فرسه البحر، فكان يمشي في الماء حتى سبح الفرس ثم عاد وقال: يا موسى أين أمرك ربك؟ فقال: البحر. فقال والله ما كذبت، وفعل كذلك ثلاث مرات، فأوحى الله إلى موسى ( ... أن اضرب بعصاك البحر ... ) الآية، فانشق البحر اثنا عشر جبلاً في كل واحد منها طريق. فقال له: أدخل فكان فيه وحل، فهبب الصبا فجف البحر حتى صار يابساً، وذلك قوله تعالى: ( ... طريقاً في البحر يبساً ... ) وأخذ كل سبط طريقاً، ثم اتبعهم فرعون فلمتا بلغ شاطئ البحر إبليس واقفاً ينهاه عن الدخول، فجاء جبرائيل، عليه السلام على مهرة فتقدم فرعون، وكان إلى فحل فتبعه ودخل البحر فصاح ميكائيل عليه السلام الحقوا آخركم بأولكم، فلما دخلوا البحر أمر الله الماء فنزل عليهم، وذلك قوله تعالى: ( ... وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون) وكان ذلك يوم عاشوراء، فصام موسى عليه السلام شكراً لله تعالى، ذكر في "تفسير المدارك": أن شعيباً عليه السلام كان عنده عصي الأنبياء، فقال لموسى بالليل: ادخل إلى ذلك البيت فخذ عصا من تلك العصي، فأخذ عصا هبط بها آدم من الجنة، ولم يزل الأنبياء يتوارثونها حتى وقعت إلى شعيب عليه السلام فمسها، فضن بها وقال: خذ غيرها فما وقع بيد موسى عليه السلام إلا هي سبع مرات، فعلم أن له شأنناً فأعطاه إياها وفيه: أيضاً لما انتهى موسى عليه السلام إلى البحر، قال يوشه لموسى: أين أمرت فهذا البحر أمامك، وقد عشيك آل فرعون؟ فقال موسى: ههنا. فخاض يوشع الماء، وضرب موسى بعصا البحر فدخلوا. وروي, أن موسى عليه السلام قال عند ذلك: يا من كان قبل كل شيء، والمكون لكل شيء، والكائن بعد كل شيء. انتهى، وكان غرق فرعون وقومه في النيل سنة ثلاث آلاف وثمانمائة وعشرين من هبوط آدم عليه السلام.

[٣]

قطام وقبال

هما امرأتان كانت في ثمود في زمن صالح عليه السلام وكان ملك ثمود واسمه مقدار يهوى قطام، وأخوه، وقيل: ابن عمه مصدع يهوى قبال وكانا يجتمعان بهما. ففي بعض الليالي قالت قطام، وقبال لملكهما قدار، ومصدع: لا سبيل لكما علينا حتى تقتلا الناقة! فقالا: نعم، ثم إنهما جمعاً أصحابهما وقصدوا الناقة، وكانت على حوضها فجلس قدار ومصدع في مكان، وجعلا يبعثان، رجالاً لقتل الناقة فلا يقدرون، ويعظم ذلك عليهم، ويعودون، فعند ذلك مشى إليها قدار وقيل: مصدع وضرب عرقوبها فوقعت على الأرض، وقامت تركض وذلك قوله تعالى: ( ... فعقروها فدمدم عليهم ربهم..) وكان ذلك يوم الأربعاء، واسم ذلك اليوم بلغتهم جبار، وكان هلاكهم يوم الأحد، وهو عنهم أول يوم.

<<  <   >  >>