فأرسلت عائشة رضي الله عنها، إلى عمرو بن العاص فأخبرته، فقال: أنا أكفيك. فذهب إلى عمر رضي الله عنه فقال: يا أمير المؤمنين، لو جمعت إليك امرأة. فقال: عسى أن يكون ذلك. قال: من ذكر أمير المؤمنين؟ قال: أم كلثوم بنت أبي بكر رضي الله عنه قال: ما لك ولجارية، سعى إليك إياها بكره عيش. فقال عمر رضي الله عنه: أعائشة أمرتك بذلك؟ قال: نعم فتركها فتزوجها طلحة بن عبيد الله فولدت له زكريا وعائشة. فقال علي رضي الله عنه لقد تزوجها أفتى أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.
[٧٣]
أم فروة أخت الصديق رضي الله عنه
أسلمت وبايعت، وروت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: [إن] "أحب الأعمال إلى الله عز وجل الصلاة في أول وقتها". تزوجها الأشعث بن قيس الكندي، فولدت له محمداً وإسحاق وجمانة وقريبة.
ويروى أن أبا قحافة قال لابنته يوم الفتح، خذي بيدي إلى جبل أبي قبيس ففعلت، فقال لها: ما ترين؟ قالت: أرى سواداً مجتمعاً. قال: تلك الخيل. قالت: وبين أيديهم فارس يقبل ويدبر. قال: ذاك الوازع. قالت: قد انتشر السواد. قال: غارت الخيل فأدركي في المنزل فنزلت به فأدركها الخيل قبل بلوغ المنزل، فأخذ بعضهم طوقاً كان في عنقها، فلما فتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة قال أبو بكر: أنشد الله رجلاً أخذ طوق أختي إلا رده. فلم يرد. فقال أبو بكر رضي الله عنه لأخته: احتسبي طوقك فإن الأمانة اليوم في الناس قليل.
[٧٤]
أم الخير بنت صخر
ابن عامر بن كعب بن سعد بن تيم، هي أم أبي بكر الصديق أسلمت قديماً، في اليوم الذي ضرب فيه أبو بكر رضي الله عنه وكانت قد خرجت بأبي بكر وهي وأم جميل بنت الخطاب، حين هدأت الرجل فدخلوا عليه صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم. فقال أبو بكر: يا رسول الله هذه أمي برة بولدها، وأنت مبارك، فادع الله له، فدعا لها صلى الله عليه وسلم ودعاها [إلى] الإسلام فأسلمت، ولم يجتمع لأحد من العشرة إسلام أبويه غير أبي بكر رضي الله عنه.
[٧٥]
أُمُّ حَكِيم بِنْتُ الَحارِثِ
ابن هشام، تزوجها عكرمة بن أبي جهل، أسلمت قبله يوم الفتح، وهرب عكرمة فأخذت له أماناً من النبي صلى الله عليه وسلم وعاد وخرجت معه إلى الشام. ولما غزا وقتل عنها بأجنادين فاعتدت (عنه أربعة أشهر وعشراً) ، وتزوجها خالد بن سعيد بن العاص على أربعمائة دينارٍ، فلما نزل المسلمون مرج الصفرِ أراد خالد أن يعرس بها فقالت له: لو أخرت الدخول حتى يفض الله هذه الجموع! فقال خالد: إن نفسي تحدثني أني أصاب في جموعهم، قالت: فدونك. فأعرس بها عن القنطرة التي بالصفر فسميت قنطرة أم حكيم، وأولم عليها، ودعا أصحابه على الطعام، فما فرغوا (من الطعام) حتى صفت الروم صفوفها، وبرز خالد رضي الله عنه وقاتل حتى قتل رضي الله عنه وشدت أم حكيم عليها (ثيابها) وعدت، وإن عليها لردع الخلوق، فاقتتلوا أشد القتال على النهر، وأخذت السيوف بعضها بعضاً. وقتلت سبعة رجالٍ أم حكيم بعمود الفسطاط الذي بات فيه خالد معرساً، ثم تزوج أم حكيم عمر بن الخطاب رضي الله عنه فولدت له فاطمة بنت عمر.
[٧٦]
دُرَّةُ بِنْتُ أَبِي جَهْل
أسلمت، وأراد علي بن أبي طالب أن يتزوجها على فاطمة الزهراء، فقالصلى الله عليه وسلم لا أحرم شيئاً أحله الله، ولكن لا تجتمع ابنة نبي الله، وابنة عدو الله تحت رجل واحدٍ أبداً. فإن كان يريد ذلك فليطلق فاطمة رضي الله عنها فترك علي رضي الله عنه الخطبة.
[٧٧]
جُويْرِيَّةُ بِنْتُ أَبِي جَهْل
أسلمت يوم الفتح مع أخيها درة، قال الزبير رضي الله عنه هي التي أراد علي رضي الله نكاحها ثم تركها فتزوجها عتاب بن أسيد، فولدت له عبد الرحمن بن عتاب. قتل يوم الجمل.
[٧٨]
دُرَّةُ بِنْتُ أَبِي سَلَمَة
هي التي جاء ذكرها في حديث أم حبيبة، رضي الله عنها إذ قالت لرسول الله: إِنَّا لنتحدث أنك ناكح درة بنت أبي سلمة! قال: بنت أم سلمة رضي الله عنها، قالت: نعم. قال: "والله لو لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي. إنها ابنة أخي من الرضاعة، أرضعتني وإياه ثويبة".
[٧٩]
زَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي سَلَمَة