للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولما سار صلى الله عليه وسلم إلى فتح مكة وقبض على أبي سفيان وآمنه قال: "من دخل دار سفيان فهو آمن، ومن أغلق داره فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن ومن أغلق بابه فهو آن، ومن دخل دار حكيم بن حزم فهو آمن".

فركض أبو سفيان إلى مكة وهو يصرخ بأعلى صوت يا معشر قريش، هذا محمد قد جاءكم بما لا قبل لكم به، فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، فأخذت محمد قد جاءكم بما لا قبل لكم به، فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، فأخذت زوجته هند بلحيته ونادت، يا آل غالب، اقتلوا الشيخ الأحمق، هلا قاتلتم ودافعتم عن أنفسكم؟ فقال لها: ويحك اسكتي، وادخلي بيتك، ودخل صلى الله عليه وسلم إلى مكة وطاف وكسر الأصنام، وجلس عل الصفا يبايع الناس فجاءه الكبار والصغار، والرجال والنساء فبايعوه مسلمين أفواجاً أفواجاً، (إذا جاءَ نصرُ اللهِ والفتحُ، ورأتَ الناسَ يدخلون في دينِ الله أفواجاً) .

وذكر في جامع البيان في تفسير القرآن، عن الإمام أحمد رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم لما نزلت (إذا جاءَ نصرُ الله والفتحُ) نعيت إلى نفسي كأني مقبوض في تلك السنة.

وفي مسلم والطبراني والنسائي، أنها آخر سورة نزلت من القرآن، وعن البيهقي أنها نزلت في أيام التشريق بمنى في حجة الوداع، فيكون نزولها بعد فتح مكة بسنتين.

وبايع صلى الله عليه وسلم النساء من غي مصافحة، وفيهن هند متنقبة متنكرة، فلما [قال] لهن: "ولا تقتلن أولادكن"، قال هند: ربيناهم صغاراً فقتلتهم كباراً فضحك عمر رضي لله عنه حتى استلقى، وتبسم النبي صلى الله عليه وسلم أو ضحك، ولما أسلمت هند عمدت إلى صنم كان في بيتها وجعلت تضربه بالقدوم وتقول: كنا منك في غرور.

وماتت هند في خلافة عمر رضي الله عنه في أواخرها وقيل: في خلافة عثمان رضي الله عنه والله أعلم بذلك.

[٤٣]

أم حرام رضي الله عنها

بنت ملحان بن خالد من بني النجار، وهي خالة أنس بن مالك، وهي زوجة عبادة بن الصامت، وكانت من الصالحات، وكان صلى الله عليه وسلم يزورها ويقيل في بيتها، ونام عندها يوماً، فاستيقظ (وهو) يضحك، فقالت: ما يضحكك يا رسول الله قال: (عرض علي ناس من أمتي يركبون البحر ملوكاً) قالت: فادع الله لي أن أكون منهم؟ فدعا لها، ثم نام ثانياً، واستيقظ (وهو يضحك) وقال ثانياً ما قال أولاً، فسألته أيضاً، أم حرامٍ أن يدعو لها بأن تكون منهم، فقال لها: (أنت من الأولين) ولما ولي الخلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه جهز جيشاً مع معاوية رضي الله عنه إلى فتح جزيرة قبرص فخرجت أم حرام مع زوجها عبادة غازية فلما وصلوا إلى جزيرة قبرص وخرجوا إلى البر، وخرجت أم حرام من البحر فقدموا إليها دابة لتركبها فركبت، ولم تستقر حتى صرعتها ووقعت إلى الأرض وماتت ودفنت في جزيرة قبرص رحمة الله تعالى عليها.

[٤٤]

أم عمارة رضي الله عنها

<<  <   >  >>