بنت [صخري أبي سفيان بن حرب تزوجها رسول الله، صلى الله عليه وسلم سنة سبع، وأسلمت قديماً وهاجرت إلى الحبشة مع زوجها عبيد الله بن جحش الهجرة الثانية فولدت له حبيبة، وبها كانت تكنى وهي ربيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانت في حجره، وتنصر عبيد الله وتثبتت على الإسلام، وبانت منه وهلك بأرض الحبشة فتزوجها صلى الله عليه وسلم وأصدقها النجاشي أربعمائة دينار. وذكر في كتب التواريخ: أنه صلى الله عليه وسلم تزوجها سنة ست وبنى بها سنة سبع، وذكر في "شرح ذات الشفاء: أنه لما ارتد عبيد الله وبانت منه أم حبيبة، أرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الحبشة يخطبها وأرسل كتاباً إلى النجاشي يدعوه إلى الإسلام فأسلم، على يد جعفر بعد أن سأل عنه القسوس والرهبان، فقالوا: إنا نجده في التوراة والإنجيل وهو الذي بشر به المسيح، واسلم النجاشي أصحمة، وهو ملك الحبشة ثم كتب له صلى الله عليه وسلم أن يزوجه بأم حبيبة بنت أبي سفيان، وكانت مع المهاجرين عنده فزوجه بها وأعطاها الصداق عنه صلى الله عليه وسلم وكان الذي أرسله صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي عمرو بن أمية الضمري افتتاح سنة سبع ليزوجه بأم حبيبة، فأرسل النجاشي إليها جاريته تخطبها فقالت: بشرك الله بالحير، فوكلت [خالد] بن سعيد، وأعطت الجارية سوارين وخلخالين وخواتم فضة، وخطب النجاشي على أصحاب رسول الله خطبةً بليغةً حين العقد، وقال: الحمد لله الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار، وأشهد أن لا إله إلا الله هو، وأن محمداً رسول الله، وأنه الذي بشر به عيسى بن مريم عليه السلام، أما بعد: فإن رسول الله كتب إلى أن زوجة أم حبيبة، فأجبت إلى ما دعا إليه رسول الله، وقد أصدقتها عنه أربعمائة دينار، ثم سكب الدنانير بين يدي القوم، فقال خالد بن سعيد وكيلهما: الحمد لله أحمده وأستعينه، وأشهد أن لا إله إلا لله، وأن محمداً عبده ورسوله وأرسله بالهدي ودين الحق ولو كره المشركون، أما بعد: فقد أجبت إلى ما دعا إليه رسول الله وزوجته أم حبيبة فبارك الله له فيها وقيض خالد الدنانير وأحضر النجاشي الطعام فأكلوا وقيل إنه ولي تزويجها من رسول الله عثمان بن عفان، وبعث رسول الله شرحبيل بن حسنة فجاءه بها، وأرسلت نساء النجاشي إلى أم حبيبة رضي الله عنها، العطر والطيب، وأعادت الجارية عليها ما أعطتاه إياه أم حبيبة رضي لله عنها بأمر النجاشي، وقالت: سلمي لي عليه ففعلت أم حبيبة، رضي الله عنها وذلك ورد، صلى الله عليه وسلم عليها السلام، وقدم جعفر، رضي اله عنه من الحبشة ومعه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأم حبيبة رضي الله عنها وصحبته الأشعريون والدوسيون، وسمعوا أنه صلى الله عليه وسلم في خيبر فوافوه هناك، ولما أقبل جعفر رضي الله عنه قام له النبي صلى الله عليه وسلم وقبل بين عينيه واعتنقه، ولما رآه جعفر حجل إليه، وأي مشى على رجلٍ واحدة إعظاماً له، لأن الحبشة يفعلون ذلك التعظيم، وقال النبي، صلى الله عليه وسلم والله ما أدري بأيهما أفرح، بفتح خيبر أم بقدوم جعفر، وكان معه اثنان وستون من الحبشة، وثمانية من أهل الشام أصحاب رهبنة وصوامع فقرأ عليهم (سورة يس) فبكوا واسلموا وقالوا: ما أشبه هذا بما كان ينزل على عيسى، عليه السلام وكان صلى الله عليه وسلم يخدمهم بنفسه لإكرامهم أصحابه، وكان أبو هريرة رضي الله عنه وقومه في جملة القادمين، وهم ثمانون بيتاً، وقدمت معهم أم حبيبة رضي الله عنها ومكان أبو سفيان مشركاً فأخبر بذلك فقال: ذاك الفحل لا يقرع أنه، وأصل هذا المثل أن الفحل من الإبل إذا أراد ضرب الناقة الكريمة إن كان كرماً لا يقرع أنفه، وإن كان لئيماً قرع أنفه بالعصا ورد عنها، وأم حبيبة رضي الله عنها عمة عثمان بن عفان رضي الله عنهما وقيل: وإن أبا سفيان دخل يوماً على أم حبيبة، رضي الله عنها، وهو مشرك وعمد ليجلس على فراش رسول الله فقامت أم حبيبة ورفعت الفراش حتى لا يجلس عليه فقال لها أبو سفيان: لم رفعت الفراش، علمت أني لا أجلس عليه؟ فقالت: ورب محمد ما رفعته إلا مخافة ينجس لأنك مشرك بالله، فيكف أمكنك أن تجلس على فراش جلس عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن اجلس على الأرض فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ففرح بذلك وأحبها، وذكر في السيرة، قالت عائشة رضي الله عنها: دعتني أم