للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: واعن بما من الدعاء الأبيات الثلاثة، معناه أنه ينبغي للمرء أن يعتني بالأذكار الواردة عنه صلى الله تعالى عليه وسلم في أوقات معينة، وأحوال مخصوصة، كأذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم والاستيقاظ، والخروج من المنزل ودخوله، ودخول الخلاء والخروج منه، والسفر والأوبة منه، وما جاء من التعوذ من المخاوف والفتن، فذلك أمان من شرور الدنيا والآخرة، وسبب لصلاح الحال في الدنيا والآخرة، وقد سئل الإمام أبو عمرو بن الصلاح - رحمه الله سبحانه وتعالى - عن القدر الذي يصير به الإنسان من الذاكرين الله سبحانه وتعالى كثيرا والذاكرات، فقال: إذا واظب على الأذكار المأثورة المثبتة صباحا ومساء، في الأوقات والأحوال المختلفة، ليلا ونهارا، كان من الذاكرين الله سبحانه وتعالى كثيرا والذاكرات، ومما جاء عنه صلى الله تعالى عليه وسلم أنه كان يدعو به صباحا " اللهم بك نُصبِح وبك نُمسي، وبك نحيا وبك نموت، وإليك النشور " (١) ويقول مثل ذلك في المساء، إلا أنه يقدم نمسي على نصبح، ويبدل النشور بالمصير، ورواية الأكثرين بلفظ الماضي " أصبحنا " و " أمسينا " (٢) وبالمصير في الصباح والنشور في المساء، (٣) وبالمصير فيهما، (٤) وبالنشور فيهما، (٥)


(١) رواه الدورقي وابن جرير وصححه.
(٢) رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة والإمام أحمد، وهو حديث صحيح.
(٣) هو رواية الترمذي.
(٤) وهو رواية ابن أبي شيبة في مصنفه.
(٥) وهو رواية أبو داود ..

<<  <   >  >>