وفي الموطإ أن رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - رأى ليلة أسري به عفريتا من الجن يطلبه بشعلة من نار، كلما التفت رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - رآه، فقال له جبريل - على نبينا وعليه أفضل الصلاة وأتم التسليم -: أفلا أعلمك كلمات تقولهن، إذا قلتهن طفيت شعلته، وخر لفيه؟ فقال رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم -: " بلى " فقال جبريل - على نبينا وعليه أفضل الصلاة وأتم التسليم -: فقل: أعوذ بوجه الله الكريم، وبكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، من شر ما ينزل من السماء، وشر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض، وشر ما يخرج منها، ومن فتن الليل والنهار، ومن طوارق الليل والنهار، إلا طارقا يطرق بخير يا رحمان " وفيه أيضا عن كعب الأحبار أنه قال: لولا كلمات أقولهن لجعلتني يهود حمارا، فقيل له: وما هن؟ فقال: أعوذ بوجه الله العظيم الذي ليس شيء أعظم منه، وبكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، وبأسماء الله الحسنى كلها، ما علمت منها وما لم أعلم، من شر ما خلق، وبرأ، وذرأ، قال مالك - رحمه الله تعالى -: يستحب للرجل إذا دخل منزله أن يقول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، وهو في كتاب الله سبحانه وتعالى، يعني قوله سبحانه وتعالى:(ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله) قوله: ويكره العمل الأبيات، معناه أن العمل في المساجد مكروه، كالخياطة ونحوها، فقد أذن الله سبحانه وتعالى أن ترفع ويذكر فيها اسمه، وقد جاء أن أعرابيا أنشد في المسجد جملا، فقال رسول الله ـ صلى الله تعالى عليه وسلم ـ: " لا وجدت، إنما بنيت المساجد لما بنيت له " (١)