قوله: وبكلامه علا وجلا البيتين، معناه أن الرقية تكون بالقرآن الكريم كما في حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله تعالى عنه - وغيره، وتكون بالكلام الطيب كله، لما تقدم في حديث آل عمرو بن حزم، وفي جامع ابن أبي زيد - رحمه الله سبحانه وتعالى -: قيل لمالك - رحمه الله سبحانه وتعالى -: فيكتب للمحموم القرآن؟ قال: لا بأس به، ولا بأس أن يرقى بالكلام الطيب، ولا بأس بالمعاذة تعلق وفيها القرآن الكريم، وذكر الله سبحانه وتعالى، إذا خرز عليها جلدا، قيل: إنهم يعقدون في الخيط الذي يربطون به، قال: لا خير فيه، قيل: ويكون في المعاذة خاتم سليمان - على نبينا وعليه أفضل الصلاة وأتم التسليم - قال: لا خير في ذلك، قيل له: فهل ترقي الراقية وبيدها حديدة؟ قال: أكره ذلك، قيل: فبالملح؟ قال: هو أخف، وفي رواية أخرى: ترقي بالحديدة والملح، فكره ذلك كله، والعقد في الخيط أشد كراهية، إلى أن قال: قيل لمالك - رحمه الله سبحانه وتعالى -: فهل تعلق الخرزة من الحمرة؟ قال: أرجو أن يكون خفيفا، وسئل عن النُّشرة بالأشجار والأدهان، قال: لا بأس بذلك، قال: وبلغني أن عائشة - رضي الله تعالى عنها - سُحرت فقيل لها في منامها: خذي ماء من ثلاثة آبار يجري بعضها إلى بعض فاغتسلي به، ففعلت فذهب عنها ما كانت تجد.
قال سيدي زروق - رحمه الله سبحانه وتعالى -: وأما الكلام الطيب فهو الكلام العربي المفهوم، المحتوي على ذكر الله سبحانه وتعالى ورسوله - صلى الله تعالى عليه وسلم - والصالحين من عباده، لا الموهمات والمبهمات، إذ حكى المازري أن مالكا - رحمهما الله سبحانه وتعالى - سئل عن الأسماء الاعجمية فقال: ما يدريك لعلها كفر.
٢٢٤١ - وكرهوا قدوم أرض نزلا ... بها الوبا بل بعضهم قد حظلا
٢٢٤٢ - ومن بها كان كذاك ينهى ... عن الفرار بالخروج منها