للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال في التلبينة كما في الصحيحين إنها " تُجِم فؤاد المريض، وتَذْهَب ببعض الحزن " وكانت عائشة - رضي الله تعالى عنها - تأمر بها وتقول: هو البغيض النافع، (١) وفي الصحيح " من تصبح بسبع تمرات عجوةً لم يضره سم ولا سحر " (٢) وجاء في حديث الإمام أحمد وغيره أن دواء عرق النسا ألية شاة أعرابية تذاب، ثم تجزأ ثلاثة أجزاء، ثم يشرب على الريق، في كل يوم جزء " (٣) وفي الصحيح أنه صلى الله تعالى عليه وسلم حين اشتد به المرض قال: " هريقوا علي من سبع قرب لم تحلل أوكيتهن لعلي أعهد إلى الناس " (٤) ومن أعظم ما يستشفى به الاستغفار والدعاء والصدقة، فقد قال سبحانه وتعالى في الاستغفار: (ويزدكم قوة إلى قوتكم) ويقال: ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة، وقال سبحانه وتعالى: (أجيب دعوة الداع إذا دعان) وفي الحديث " داووا مرضاكم بالصدقة " (٥) ويتعين ذلك في ما امتنع البرء منه عادة بالتداوي كالبرص والكمه، وذلك أن القرآن الكريم يخاطب آخر الأمة وأولها على حد سواء، فما اقتضى امتناعه عادة، فستظل العادة مطردة بامتناعه حتى يرث الله سبحانه وتعالى الأرض ومن عليها.

قوله: والكحل إلى قوله: تزين النساء، معناه أن مالكا - رحمه الله تعالى - كره في الرواية المشهورة عنه اكتحال الرجل لغير علة ولا تداو، ورأى ذلك من الزينة الخاصة بالنساء، وروي عنه أيضا جوازه له من غير تداو، ولا علة، وهو قول الشافعي - رحمهما الله سبحانه وتعالى -.


(١) رواه البخاري.
(٢) متفق عليه.
(٣) ورواه ابن ماجة، واللفظ له، ولفظ الإمام أحمد ألية كبش عربي أسود، ليس بالعظيم ولا بالصغير، يجزأ ثلاثة أجزاء، فيذاب، فيشرب كل يوم جزءا، وهو حديث صحيح.
(٤) رواه البخاري والإمام أحمد.
(٥) رواه أبو الشيخ في الثواب، وهو حديث حسن.

<<  <   >  >>