النظر في النجوم يقع على وجوه، فالقدر الذي يستدل به على القبلة، وأجزاء اليل، والاهتداء في البحار والمفاوز، جائز، بل مستحب، وقد قال سبحانه وتعالى:(وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر) وقال سبحانه وتعالى: (وعلمات وبالنجم هم يهتدون) والنظر في ما زاد على ذلك، منه ما هو مكروه، كالقدر الذي يستدل به على تمام الشهور ونقصانها، وأن الشمس ستكشف يوم كذا، أو القمر، لأنه من الاشتغال بما لا يعني، إذ لا ينبني على ذلك شيء، وينهى صاحبه عن التكلم بهذه الأشياء، لأن الجهلة يحسبونه من علم الغيب، ويؤدب عليه، لأن ذلك من حبائل الشيطان، وأما ما يزعم صاحبه به معرفة الحوادث، فهو ضلال، إذ (لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله) ولا يعلم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والملائكة عليهم السلام من ذلك إلا ما أطلعهم الله سبحانه وتعالى عليه، فإن كان يزعم تأثير النجوم فذلك كفر، فإن كان يستسر بذلك وظُهر عليه قتل بلا استتابة، وإن أظهره استتيب، فإن تاب وإلا قتل، وفي الحديث " وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي ومؤمن بالكوكب "(١) وإن كان يعلم أن هذه الأمور لا أثر لها، وأنه لا فاعل إلا الله سبحانه وتعالى، وإنما هي أمور يخلقها الله سبحانه وتعالى عند تلك الأشياء، أدب على ذلك أبدا حتى يتوب، ولا يجوز لأحد أن يصدقه في شيء من ذلك، فهو كاذب آثم، وإن وافق في بعض الأحوال.
٢٢٥٥ - لا تتخذ كلبا بدُور في الحضر ... أو في البواد فهْو في الكل انحظر
٢٢٥٦ - إلا لحفظ الزرع والمواشي ... والصيد إن أريد للمعاش
٢٢٥٧ - والغنم الخصا بها قد حُللا ... لطيب لحمها به إن فُعلا
٢٢٥٨ - والخيل في خصائها لم يُرْخَص ... إذ ليس في الخيل امتياز للخصي
٢٢٥٩ - والوسم بالنار بوجه يُقلى ... أما سواه فهْو فيه حلا
٢٢٦٠ - وكن بمملوكك ذا ترفق ... ولا تكلفه بما لم يطق