قوله: وليس بالجائز البيت، معناه أنه لا يجوز أن يخرج في فهم الشريعة عما كان عليه الأولون، فهم أعرف باللسان، وأحرص على الخير، وأقعد بالأمر، وأبعد من الزيغ، وعند الشاهد ما ليس عند الغائب، فعلى طريقهم العمل، وعلى فهمهم المعول، وقد جاء عن النخعي - رحمه الله سبحانه وتعالى - أنه قال: لو رأيت الصحابة يتوضؤون إلى الكوعين لتوضأت كذلك، وأنا أقرؤها (إلى المرافق) وذلك لأنهم لا يتهمون في ترك السنن، وهم أرباب العلم، وأحرص خلق الله سبحانه وتعالى على اتباع رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - ولا يظن ذلك بهم إلا ذو ريبة في دينه والله سبحانه وتعالى ولي التوفيق.
٢٢٩٨ - والحمد لله الذي أتما ... مرامنا حمدا أريجا جما
٢٢٩٩ - نحمده سبحانه بعَدِّ ... نعمه كلا أتم الحمد
٢٣٠٠ - سبحانه فما لنا من طاقة ... بشكره على إلى دقيقة
٢٣٠١ - وشكره جل على الإيمان ... فحسبُ ما لنا به يدان
٢٣٠٢ - صلى على وسيلة المحتاج ... ملاذنا سراجنا الوهاج
٢٣٠٣ - بيت القصيدة وقطب الدائره ... ركن الندى بحر البحور الزاخره
٢٣٠٤ - شفيع كل سابق وغابر ... قبلة عاف، أمل المنكسر
٢٣٠٥ - صل عليه يا إلاهي أكملا ... ما من صلاتك له قد سئلا
٢٣٠٦ - وسلمنّ هكذا سلاما ... يجري عليه معَها دواما
٢٣٠٧ - والال والأصحاب معْ قُفاة ... آثارهم من سابق وآتي
٢٣٠٨ - واقض به حوجاءنا جميعا ... وصيرنَّه لنا شفيعا
٢٣٠٩ - والحمد لله على الدوام ... صلى على نبيه الختام
أريجا، أي: فائحا بالعطر، والطاقة: القدرة، والدقيقة: جزء من ستين جزءا من الساعة، التي هي جزء من أربعة وعشرين جزءا من ليلة ونهارها، وقوله: يدان، معناه طاقة وقدرة، قال:
حمِّلتُ زفْرات الضحى فأطقتها ... وما لي بزفرات العشي يدان