للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: والعلما أفضلهم البيت، معناه أن أفضل العلماء أكثرهم خشية لربه، وكذلك غيرهم، فبالخشية أنيط حصول المقامات العظيمة في الآخرة، قال سبحانه وتعالى: (ولمن خاف مقام ربه جنتان) وقال سبحانه وتعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البريئة جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه) قال سيدي زروق - رحمه الله تعالى -: وكون أقرب العلماء إلى الله سبحانه وتعالى أكثرهم خشية، هو الذي شهدت به شواهد السنة، قال الله سبحانه وتعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء) وقال ابن عطاء الله في الحكم: خير العلم ما كانت الخشية معه، العلم إن قارنته الخشية فلك، وإلا فعليك، قال في لطائف المنن: فشاهد العلم الذي هو مطلوب لله سبحانه وتعالى الخشية لله سبحانه وتعالى، وشاهد الخشية موافقة الأمر، أما علم تكون معه الرغبة فى الدنيا، والتملق لأربابها، والجمع، والادخار، والمباهات، والاستكثار، وإيثار الدنيا، ونسيان الآخرة، فما أبعد من هذا علمه أن يكون من ورثة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.

قوله: وفي اللجا البيتين، معناه أن الرجوع إلى القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، وإجماع الأمة المرحومة، أمان من الزيغ، ونجاة من الأهواء، وعصمة من البدع، وقد قال صلى الله تعالى عليه وسلم: " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " (١) وجاء عن عمر بن عبد العزيز - رضي الله سبحانه وتعالى عنهما - أنه قال: سن رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - وولاة الأمر من بعده سننا، الأخذ بها تصديق لكتاب الله سبحانه وتعالى، واستكمال لطاعة الله عز وجل، وقوة على دين الله سبحانه وتعالى، من عمل بها مهتديا هدي، ومن استنصر بها منصور، ومن خالفها اتبع غير سبيل المؤمنين، وولاه الله تعالى ما تولى.


(١) متفق عليه.

<<  <   >  >>