للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: والعلم بالدين الأبيات الثلاثة، معناه أن الاشتغال بعلوم الشريعة من أفضل القرب، وأعظم الطاعات، وقد تقدم الكلام على ذلك، وقد قال سبحانه وتعالى: (يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا) وقال سبحانه وتعالى: (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) وقال صلى الله تعالى عليه وسلم: " من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين " (١) وقال: " إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة، إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له " (٢) وجاء في الخبر أيضا " من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله سبحانه وتعالى به طريقا من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضى لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر " (٣) وهذا حيث كان طلبه لوجه الله سبحانه وتعالى ففي الحديث " من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله عز وجل لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عَرف الجنة يوم القيامة " (٤)


(١) متفق عليه.
(٢) رواه مسلم وأبو داود والترمذي والدارمي والإمام أحمد.
(٣) رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة والإمام أحمد، وهو حديث صحيح.
(٤) رواه أبو داود وابن ماجة والإمام أحمد، وهو حديث صحيح ..

<<  <   >  >>