للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ويتجه أن يكون التكفير المذكور في الوضوء واقعا في التيمم أيضا، كما صرحوا بمثله في الغرة والتحجيل، وقد يفهم ذلك من كلام بعض المفسرين عند قوله سبحانه وتعالى: (ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون) ويشهد له حديث " حبسهم العذر " (١) بعد قوله: ما فعلتم كذا ولا فعلتم كذا، فقد دل عده صلى الله تعالى عليه وسلم لتلك الأشياء على أن صاحب العذر تكتب له تفاصيل العمل، ويختلف ذلك باختلاف الأحوال، هذا والمراد باستواء المعذور وغيره، الاستواء في الجملة لا الاستواء من كل حيثية، كما هو صريح قوله سبحانه وتعالى: (فضّل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القعدين درجة)

وظاهر الحديث (٢) أن المريض والمسافر يكتب له ما كان يعمله صحيحا مقيما، على نحو ما كان يعمله، فإذا اعتاد عدم إسباغ الوضوء، أو عدم تطويل الركوع والسجود -مثلا -أو أن يصلي فذا، أو غير مستاك، أو نحو ذلك، لم يكتب له إلا نحو ما كان يعمله، والله سبحانه وتعالى أعلم.


(١) رواه البخاري وأبو داوود وابن ماجة والإمام أحمد.
(٢) روى البخاري عن أبي موسى ـ رضي الله تعالى عنه ـ أنه قال: قال رسول الله ـ صلى الله تعالى عليه وسلم ـ: إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا ورواه أبو داوود والإمام أحمد.

<<  <   >  >>