واللفظ الذي ذكره الشيخ يقال إنه كان في ما أنزل، ثم نسخ، وكان سورتين، الأولى منهما تسمى سورة الخلع، وتسمى الثانية سورة الحفد، والله سبحانه وتعالى أعلم.
قوله: ثم اسجدن البيت، معناه أنه يسجد بعد الركوع والتقنيت، ثم يجلس، ثم يسجد أيضا، على نحو ما تقدم وصفه في الركعة الأولى، ثم يجلس على نحو ما تقدم وصفه في الجلوس بين السجدتين، إلا أنه ذكر هنا أنه إذا أمال رجله اليمنى، وجعل جنب إبهامها للأرض فذلك واسع، قال ابن عرفة -رحمه الله تعالى -: والمستحب في كل جلوس الصلاة على وركه الأيسر ثانيا رجله اليسرى، ناصبا اليمنى، وباطن إبهامها يلي الأرض، الباجي: لا جنبها، ابن زرقون: خير في الرسالة بينهما.
وإلى هذا أشار بقوله: وفي الجلوس الأبيات الثلاثة.
قوله: ولتتشهدن البيت، أشار به إلى أنه يؤمر بالتشهد في هذا الجلوس، وقد رويت في التشهد ألفاظ متعددة، بوجوه صحيحة، واختار منها مالك - رحمه الله تعالى - اللفظ الذي ذكره الشيخ وهو " التحيات لله، الزاكيات لله، الطيبات الصلوات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، لأن عمر بن الخطاب - رضي الله تعالى عنه - علمه للناس وهو على المنبر (١) بمحضر الصحابة ـ رضي الله تعالى عنهم أجمعين - فكان ذلك في معنى الإجماع، قال سيدي زروق - رحمه الله تعالى -: والصحيح أن " محمدا عبد الله ورسوله " بصريح الاسم لا بالضمير.
وأما قول الشيخ: ومما تزيده إن شئت " وأشهد أن الذي جاء به محمد -صلى الله تعالى عليه وسلم -حق، وأن الجنة حق، وأن النار حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور " فقال القاضي أبو محمد عبد الوهاب: إنه مروي عن السلف الصالح -رضي الله تعالى عنهم أجمعين.
(١) رواه الإمام مالك ـ رحمه الله تعالى ـ في الموطإ.