قوله: وقبل أن يقرأ البيتين، معناه ظاهر، وقد اختلف هل يرفع يديه مع ما بعد تكبيرة الإحرام، فمذهب المدونة عدم الرفع، وروى مطرف وابن كنانة أنه يرفع في الجميع، وفي المجموعة: إن شاء رفع يديه في الأولى خاصة، وإن شاء في الجميع قاله ابن ناجي - رحمه الله تعالى - ويوالي الإمام التكبير، ولا يفصل بينه إلا بقدر تكبير المأمومين، ولا يقول شيئا، وقيل يجوز له أن يذكر في ما بين ذلك، قوله: وزيد تكبير البيت، معناه أن زيادة التكبير على المعهود في الصلاة لا يشرع في غير صلاة العيد، وقال الشافعي - رحمه الله تعالى -: يكبر في صلاة الخسوف كما يكبر في صلاة العيد.
٤٧٧ - وليرق فوق منبر هنا الإمام ... وخطب الملأ من بعد السلام
٤٧٨ - وليجلسن عند الصعود أولا ... ووسطا كنحو ما قبلُ خلا
٤٧٩ - ولترجعنْ معَ طريق غير ما ... سلكتَ أولا فذاك يعتمى
٤٨٠ - وندب ذاك لا يخص النفرا ... بل ذا به الإمام أيضا أُمِرا
٤٨١ - ويُخرج الإمام يوم الأضحى ... إلى المصلى ما به قد ضحى
٤٨٢ - ليعلم الناس هنا بأمره ... فينحرون من وراء نحره
قوله: وليرق فوق منبر البيت، معناه أن الإمام يخطب استنانا بعد السلام من صلاة العيد فوق المنبر، لأن ذلك أبلغ في الإسماع؛ وظاهره أنه يخرج إليها بمنبر، وقد قال أشهب -رحمه الله تعالى -إن إخراجه واسع، وقال مالك -رحمه الله تعالى -: لا يخرج فيها بمنبر، ولم يكن للنبي -صلى الله تعالى عليه وسلم -ولا لأبي بكر ولا لعمر - رضي الله تعالى عنهما -منبر، وكثير بن الصلت بناه لعثمان -رضي الله تعالى عنه - (١) نقله ابن يونس في الجامع.
(١) وقد وقع في حديث الصحيحين عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله تعالى عنه ـ ما مقتضاه أن كثير بن الصلت بناه لمروان، قال ابن حجر: ويحتمل أن يكون عثمان ـ رضي الله تعالى عنه ـ فعل ذلك مرة ثم تركه حتى أعاده مروان، ولم يطلع على ذلك أبو سعيد ـ رضي الله تعالى عنه ـ.