قوله: وليجلسن من قبل البيت، معناه أنه يجلس قبل الخطبتين، وبينهما، كمثل ما تقدم في خطبة الجمعة، وقيل لا يجلس قبلهما، قال القاضي عبد الوهاب في الإشراف: إذا صعد المنبر ففي جلوسه قبل الخطبة روايتان، إحداهما يفعله كالجمعة، والثانية أنه يخطب ولا يجلس، لأنه في الجمعة انتظار الفراغ من الأذان، وذلك معدوم في العيد.
قوله: ولترجعن مع طريق البيتين، معناه أنه يستحب لمصلي العيد إماما أو مأموما أن يعود مع طريق غير الطريق الذي سلكه ذهابا، وقد جاء ذلك في الصحيح من فعل النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - قال في الجامع: من المدونة قال مالك - رحمه الله تعالى - وبلغني أن النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - كان يخرج إلى صلاة العيدين من طريق، ويرجع من أخرى، (١) قال ابن القصار: واختلف في تأويل ذلك، فقيل إنما ذلك لأنه يسأل في طريقه عن أمور الدين، فيرجع من طريق أخرى ليسأله أهل هذه الطريق أيضا، ويحتمل أن يرجع من طريق أخرى، لينال أهل هذه الطريق الثانية من النظر إليه، والتبرك به، والسلام عليه، ما نال أهل الطريق الأولى، وقيل إنما ذلك لتكثر خطاه، فيكثر ثوابه، وقيل وجوه غير هذه، والله سبحانه وتعالى أعلم.
قال مالك -رحمه الله تعالى - وأستحسن ذلك ولا أراه لازما للناس.
(١) رواه البخاري من حديث جابر ـ رضي الله تعالى عنه ـ ورواه أبو داود وابن ماجة والإمام أحمد من حديث ابن عمر ـ رضي الله تعالى عنهما ـ ورواه الترمذي وابن ماجة والدارمي والإمام أحمد من حديث أبي هريرة ـ رضي الله تعالى عنه ـ.