للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٩٣ - والغسل للعيدين مما يُعتمى ... وليس مما فعله قد لزما

٤٩٤ - وحسن الثياب أيضا يندب ... بلا تباهٍ فيه، والتطيب

معناه أن الغسل للعيدين مندوب، وكذلك التزين، والتطيب، واختيار الثياب الحسنة، قال في الجامع: ومن المدونة قال مالك - رحمه الله تعالى -: والغسل في العيدين حسن، وليس كوجوبه في الجمعة، قال ابن يونس - رحمه الله تعالى -: لأن الجمعة فريضة، والعيدين سنة، فما كان بسبب الفريضة آكد مما كان بسبب السنة، قال علي وابن عباس وابن الزبير - رضي الله تعالى عنهم - غسل العيدين قبل الغدو إلى المصلى حسن، وإن ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما - كان يغتسل ويتطيب، وقد قال عليه الصلاة والسلام في الجمعة: " يا معشر المسلمين إن كان هذا عيدا جعله الله تعالى للمسلمين فاغتسلوا ومن كان عنده طيب فليمس منه (١) " فندب إلى ذلك في الجمعة، وعلله بأنه عيد، فكان كل عيد كذلك، وقال معاذ - رضي الله تعالى عنه - كان رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - يأمرنا إذا غدونا إلى المصلى أن نلبس أجود ما نقدر عليه من الثياب، (٢) ولأن ذلك زينة للإسلام، وجمال للشرع، وإعظام للدين، وإرهاب للعدو، وقال مالك - رحمه الله تعالى - في المختصر: ويستحب الغسل والزينة والطيب في كل عيد، والغسل قبل الفجر فيهما واسع، ابن حبيب - رحمه الله تعالى -: وأفضل أوقات الغسل لهما بعد صلاة الصبح.


(١) روى مالك في الموطإ أن رسول الله ـ صلى الله تعالى عليه وسلم ـ قال في جمعة من الجمع: " يا معشر المسلمين إن هذا يوم جعله الله تعالى عيدا، فاغتسلوا، ومن كان عنده طيب فلا يضره أن يمس منه، وعليكم بالسواك "
(٢) قال ابن رجب في فتح الباري: منكر جدا.

<<  <   >  >>