قوله: وكبروا وراء، إلى قوله: واسع، أشار به إلى التكبير في أيام التشريق، وهو مستحب لكل أحد من المسلمين، ولفظه قيل: الله أكبر ثلاثا، وقيل: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، وقيل: لا حد فيه، ويكون عقب الصلوات المكتوبة خاصة ابتداء من ظهر يوم النحر إلى صبح الرابع، فلا يؤمر به بعد الظهر، وقيل إلى الظهر، فلا يؤمر به بعد العصر، ووجهه مراعاة الرمي، وأما التكبير في تلك الأيام في غير أعقاب الصلوات، فقال مالك - رحمه الله تعالى - في المدونة: قد رأيت الناس يفعلون ذلك، فأما الذين أدركتهم وأقتدي بهم، فلم يكونوا يكبرون إلا دبر الصلوات، وقال مالك - رحمه الله تعالى - إن نسي الإمام التكبير حتى قام وذهب، فإن كان قريبا قعد وكبر، وإن تباعد فلا شيء عليه، قال ابن القاسم - رحمه الله تعالى -: فإن ذهب الإمام والقوم جلوس كبروا، نقله في التبصرة.
والأصل في هذا التكبير قوله سبحانه وتعالى:(واذكروا الله في أيام معدودات) الآية، وقوله سبحانه وتعالى:(ليذكروا اسم الله في أيام معلومت على ما رزقهم من بهيمة الأنعم)
قوله: وما من التكبير البيت، معناه أن التكبير دبر الصلوات، خاص بعيد النحر، بخلاف ما سبق من التكبير في الطريق والخطبة، فهو جار في الفطر أيضا.
٤٩٢ - وهذه الأيام معدودات ... والنحر أيامهُ معلومات
قوله: أيامه هو بالاختلاس، والمعنى أن أيام منى، هي الأيام المعدودات المذكورة في قوله سبحانه وتعالى:(واذكروا الله في أيام معدودات) وأما الأيام المعلومات، فهي أيام النحر، فيوم النحر من الأيام المعلومات، وليس من الأيام المعدودات، واليومان الذان يليانه من الأيام المعدودات، والأيام المعلومات، واليوم الرابع من المعدودات، وليس من المعلومات، والمعلومات هي المذكورة في قوله سبحانه وتعالى:(ليذكروا اسم الله في أيام معلومت) الآية.